هل يجب علينا تصنيف التمارين تحت مسمى الجيد والضار؟
مقال : لبانه اللويم
مراجعة وتحرير :فاطمة الجبر ,سلوى حمدي
في العقود الأخيرة ظهر تحول نموذجي في طريقة تصنيف التمارين واختيارها لدى مختصي القوة والتكيف البدني او مختصي اللياقة البدنية. على الرغم من أن دور تدريب الأداء واللياقة البدنية لا يزال مهمًا إلا أنه لا يجب نغفل دور الوقاية من الإصابات والمخاطر أيضًا ،وكلا الجانبين يلعبان دورًا مهمًا في اعداد برامج التقوية واللياقة البدنية.
هذا التحول من الأداء إلى الاداء الوقائي أنعكس بشكل بارز في مقالة نُشرت في مجلة Strength and Conditioning Journal ، مما أثار فضول مجموعة واسعة من الرياضيين وعشاق الرياضة الذين بدؤوا يحاولون معرفة إجابة سؤال”أيً التمارين “جيدة” وأ ُّيها ُّ”سيئة”؟.
لا يزال هناك غموض و شك مستمر حول المعلومات المستخدمة للتصنيف التمارين هنا ،كما تدور عدة تساؤلات حول ماهية الجهة او المختص الأنسب لاتخاذ القرارت هنا، كما لا يمكن ان نغفل حقيقة أن البشر مختلفين في خصائصهم وقوتهم البدنية في محاولاتنا في البحث عن إجابة هنا.
ستتناول هذه المقالة السؤال الذيُ يتردد دائًما في هذا المجال والذي طرح في مجلة strength and Conditioning Journal “التمارين جيدة أو سيئة… لمن؟”
مؤخراً تم طرح بث مع د نور عبدآل من خلال منصتنا د. عبدآل مختصة في علاج الألم المزمن. ذكرت أهمية معرفة أبعاد الألم ومعرفة مدى تأثير جوانب الحياة وأهمية Biopsychosocial Model ومن هنا سأطرح أبرز النقاط المرتبطة في ممارستنا للعلاج الطبيعي.
الألم هو تجربة معقدة ومتعدد العوامل لكل فرد وطريقة تعامله مع الألم سيكولوجيا. يشمل المكوّن الوجداني ” العاطفي ” Affective Component الصفات العاطفية والمعرفية والسلوكية ، مما يخلق “عدم الراحة” أو المعاناة المصاحبة لحدث مؤلم.
الألم له تأثير أكبر على الفرد وأعمق مما يلاحظه الممارس الصحي. غالبًا ما يرتكب الممارس الصحي خطأ غير مقصود أو ربما لضيق الوقت ويبدأ بالتركيز على جلسات العلاج والتعليم بشكل أساسي على تخفيف الألم، زيادة المدى الحركي، وزيادة القوة العضلية. لا أحد يستطيع إنكار مدى أهمية هذه جوانب مهمة للعلاج الناجح وهي ضرورية في كثير من الأحيان للمرضى للعودة إلى مستويات جيدة من الأداء. ومع ذلك، إذا كان تركيز العلاج يعتمد كليًا على هذه النتائج وفشل في التعرف واتخاذ الإجراءات للتعامل مع العوامل النفسية والاجتماعية المحيطة بالألم، فستظل النتائج ليست مرضية.
لا يمكن للعلاج أن يكون متكامل حتى يتم مراعاة كل جانب من جوانب ألم المريض، من التشريح الفيسيولوجي إلى العوامل النفسية.
هنالك بعض الاهتمام من خلال إعداد و توفير التعليم والتدريب المناسب لأخصائي العلاج الطبيعي فيما يتعلق بالعوامل النفسية والنفسي الاجتماعية للألم، إلا أن هذه الجوانب يتم تجاهلها وعدم استخدامها بالشكل الفعال في الممارسة الإكلينيكية.
فيالواقع،عند حضور مريض ويبدأ بإظهار التغييرات العاطفية والسلوكية الناتجة عن الألم، قد يشعر العديد من الأخصائيين وغيرهم من المتخصصين في الرعاية الصحية بأنهم غير مؤهلين للتعامل بشكل كامل مع هذا البعد من الألم، خاصة أنه ليس مرتبط بالمعرفة التشريحية والفسيولوجية التقليدية التي يتقيد بها أخصائي العلاج الطبيعي في نطاق الممارسة.
على أخصائي العلاج الطبيعي أن يتفهم أن التعامل مع المريض فيما يتعلق بين العوامل العاطفية والسلوكية والمعرفية يختلف تماماً عن ما يتم ممارسته في العيادات النفسية أو لدى المعالجين النفسيين، يجب أن يكون لديك القدرة على دمج الاستراتيجيات والتدخلات النفسية في جلسات العلاج من أجل المساعدة في معالجة مختلف الجوانب غير التشريحية للألم.
غالبًامايكونالمكونالنفسيالمحيطبالألمأكثرتحدياًمنالألمالجسدينفسه. لذلك، فإن هذا المكون إذا تم تجاهله سوف يقلل من فعالية استراتيجيات والتدخلات العلاجية.
عادةمايتضمنالمكونالنفسيالأعراضالرئيسية، مثل انخفاض الدافع والكفاءة الذاتية decreased motivation and limited self-efficacy، مما يؤدي إلى ضائقة عاطفية، وعوائق حل المشكلات، وصعوبة المشاركة في العلاج وهنا يأتي دور وأهمية المريض في إشراكه بالقرارات العلاجية.
من خلال التقييمات الأولية او initial evaluations، وكذلك في جلسات المراجعة، يتم فحص لـ “Red flags” أو مؤشرات الأمراض الجسدية الخطيرة أو “orange flags” ، وهو مؤشر ل Mental health disorders – كلاهما يستدعي الإحالة لمزيد من الفحص من قبل طبيب أو طبيب نفسي.
من أجل معالجة التأثيرات النفسية الاجتماعية المحيطة بالألم، يجب على المعالجين أيضًا أن يدركوا أهمية”Yellow flags” أو الأفكار أو المشاعر أو السلوكيات التي قد تشكل تحديات وعبء على سير العلاج وقد تؤخر التعافي. قد تشمل على علامات مثل Pain catastrophizing ، passive coping أو الأساليب السلبية (الغير تكيفية والغير بناءة)، fear avoidance أوعدم التأقلم او ممارسة الأفعال اليومية الطبيعية بدافع الخوف من الألم او زيادة الإصابة وبالتالي ممكن أن تؤدي الى زيادة الألم وتوقعات سلبية غير مرضية للتطور حالته في المستقبل.
Early identification and management of biopsychosocial factors
وأخيراً وليس أخراً، إذا كنت تسأل “أناليسلديماأقدمهالىالمريضفيمايتعلقبالجانبالنفسيماذاأفعل؟”راجع نهجك العلاجي ربما تريد أن تزيد مدى معرفتك أو تحسين علاقاتك مع المرضى. من الممكن أن يساعدك طريقة طرحك للأسئلة أو استخدام طريقة open-ended question في فهم أبعاد قصة المريض مع الألم بالإضافة إلى أسئلة التقييم الإكلينيكية في بناء خطة رعاية فعالة مع المريض.
“Nociception is neither sufficient nor necessary for the experience of pain”
د.فارس العضيبي
أستاذ مساعد واستشاري التأهيل والعلاج الطبيعي بجامعة الملك سعود
أعلق على هذه العبارة المهمة لتعطينا فرصة في فهم الألم بشكل أفضل وقبل أن نبدأ لابد من التفريق بين اشارات الخطر nociception و الألم pain فالأول (اشارات الخطر) صادرة من مستقبلات الخطر الموزعة في عدة مناطق في اجسامنا بينما الثاني (الألم) فهي استجابة صادرة من المخ لوجود خطر محتمل
سنعود لتوضيح ذلك ولكن دعونا نتحدث قليلا عن نظام عجيب ومدهش يحتوي على مليارات الخلايا (الخلايا العصبية) ويمتد عدة كيلومترات ليغطي جسمنا بالكامل. هذا النظام شديد التعقيد وفائق القدرة يتيح لنا استخدام الجسم للتفاعل مع البيئة المحيطة والتحكم في وظائف الجسم وبنفس الوقت يحمينا من الخطر.
Quackery – دجَل , خداع : كلمة مشتقة من quacksalver دجال أو مخادع , يمكن تعريف المخادع أو الدجال هنا أنه “ الشخص الذي يتظاهر بإمتلاك مهارة طبية أو من يتحدث في موضوع ما بدون معرفة سليمة لأسس هذا الموضوع“و من التعريف قد يتضح هنا أن تعمد الخداع وارد , لكن يحدث بأن عدد كبير من مروجي الخداع أو علوم زائفة قد يعتقدون حقًا بأن معرفتهم صحيحة و مفيدة للناس.
تعريف هيئة الدواء و الغذاء للإحتيال الصحي – health fraud – بأنه :
“الترويج -لمنفعة أو لربح- لعلاج طبي عرف عنه أنه خاطىء أو غير مثبت علميًا“
قد يبدو هذا التعريف مثير للحيرة لربطه كلمة الأحتيال بالخداع المتعمد دائمًا. الصفة المشتركة في الخداع هي الترويج -لشيئ ما- أكثر من صفة التظليل أو الجشع.
في هذا المقال ترجمنا لكم – بتصرف – بعض المعلومات المهمة التي يجب أن يعرفها الناس عن ألم الظهر , كونه منتشر جدًا و قد يصاب الناس بالقلق بسبب عدم فهمهم لطبيعته بشكل جيد. هذه المعلومات سريعة و مبسطة قدر الأمكان لتسهيل مشاركتها و نشرها بين الناس و كلنا أمل بأن نساهم جميعًا في زيادة وعي المجتمع حول فهم ألم الظهر و طرق التعامل معه.
ترجمة الأخصائي : أسامة نهاري
مراجعة الأخصائية : سلوى حمدي
ملاحظات مهمة بخصوص ألم الظهر
المرور بتجربة الآم الظهر أمر طبيعي. من المرجح أن يصاب 20٪ من الأشخاص على الاصابة بألم الظهر سنويًا ، كما أن 80٪ منهم سيعانون من بعض آلام الظهر خلال فترة من فترات حياتهم، بل أنه في الواقع قديكون من غير الطبيعي ألا نتعرض للألم في حياتنا.
يمكن أن يستمر ألم الظهر لمدة تصل إلى 6 أسابيع – وهذا ربما أطول مما قد يتوقعه البعض-. لذلك إذا استمر الأمر قليلاً ، فلا داعي للقلق. الكثير من الآلام لا تدوم إلا لعدة أيام غالبًا، ولكن لا يزال من الطبيعي أنه قد يستمر لفترة أطول في بعض الأحيان.
على الرغم من أننا جميعًا قد نعرف شخصًا عانى من ألم في الظهر لفترة طويلة أثرت على ممارسته لحياته ، إلا أنه في الواقع قد يكون من بين 10٪ و 25٪ من الأشخاص الذين يعانون من آلام الظهر التي تستمر لفترة أطول من المعتاد. لذلك لديك احتمالات جيدة و في النسبة الأغلب انه لن يستمر لفترة أطول من 6 أسابيع.
لا يختلف ألم الظهر عن أي ألم آخر في أجسامنا مثل ألم الكتف أو الكاحل أو الركبة ، على الرغم من أن الناس يميلون إلى القلق و الخوف بسبب الم الظهر أكثر من غيره.
الألم بحد ذاته طبيعي ولا يجب القلق بشأنه. بل إنه آلية دفاعية لمساعدتنا. ولا يمكن العيش بدونه.!
شدة الألم ليست متنبأ جيد لوضع أو وصف الحالة الميكانيكية للظهر أو أي جزء من الجسم. يمكن أن يكون لدينا الكثير من الألم دون تغير ميكانيكي أو ضرر كبير في الظهر. ” كلدغة النحل. يمكن أن تكون لدغتها مثل الجحيم و لكن لا تضر بنا”.
معظم الناس يعلمون أن الرياضة جيده لنا على المستوى العام , ولكن السؤال هو , هل يعلمون أنها مناسبه لهم على المستوى الفردي أيضاً , هل هي الحل الصحيح لمشاكلهم؟
تطبيق تلك المعلومات العامة عن فوائد التمارين على المستوى الفردي مختلف بعض الشيء, نعلم بفوائدها و أنها جيدة لنا و لكن قد تظل هذه المعلومات غامضة بعض الشيء عندما نحاول تطبيقها و دمجها في حياتنا.
يميل الناس لأن يبنوا أفكارهم الخاصة حول ما هو العلاج الانسب لهم, و غالباً ما يقوموا بالبحث مستخدمين صفحات الانترنت و مواقع التواصل أو قد يأخذوا بما تعلموه من أصدقائهم ,عائلتهم أو حتى من تجاربهم العلاجيه السابقه مع معالج ما , و من هنا قد تتكون لديهم بعض الأفكار القوية حول ما ينبغي أو ربما لا ينبغي فعله للتعامل مع صحتهم.
و لكن , قد لا تتماشى المعتقدات المبنية على التجارب فقط دائماً مع أفضل الأدلة العلمية المتاحة لدينا بشأن هذه التدخلات العلاجية و المناسب منها , و من الأمثلة البارزة على ذلك الاعتقاد الخاطىء (أن ممارسة الرياضة قد تكون مضرة لألم الظهر و تزيده سوءاً ) , (55% من الناس في نيوزيلندا) تم أخذ هذه النسبة من هذه الورقة العلمية “دارلو عام 2016 HERE ”
نحن نعرف أن التمارين يمكن أن تكون فعالة مع آلام أسفل الظهر , و لكنها بالتأكيد ليست رصاصة سحرية , و مع هذا تظل واحدة من أفضل الاشياء التي تكون في متناولنا ضمن الخطة العلاجية الشاملة , خاصة و أنها منخفضة التكلفة و قليلة المخاطر للغاية .
تزامناً مع اليوم العالمي لذوي الإحتياجات الخاصة و اليوم العالمي للتطوع 2018 يقدم لكم فريق أفكار العلاج الطبيعي و بالتعاون مع مختصين من كافة مجالات التأهيل الطبي أصداره الجديد و الي يعنى بفئة كبيرة من مجتمعنا و يهتم بزيادة الوعي حول ما يخصها
دليل مراكز الرعاية النهارية , من المستفيد؟ و ماهي الخدمات التأهيلية المقدمة فيها؟
النصائح حول الرفع الآمن للأشياء الثقيلة كانت و ما زالت منذ 30 سنة كما هي: ابقي ظهرك مستقيماً، ضع حزاماً ضاغطاً، تجنب اي التواءات و قم بالنزول عن طريق ثني الركبة.
لكن باحثين من جامعة “كورتين” الاسترالية لم يعودوامتأكدين من دقة و صحة المعلومات!