هل الجوانب النفسية والاجتماعية منفصلة عن خطة العلاج الطبيعي للمريض؟ 

Standard

مؤخراً تم طرح بث مع د نور عبدآل من خلال منصتنا د. عبدآل مختصة في علاج الألم المزمن. ذكرت أهمية معرفة أبعاد الألم ومعرفة مدى تأثير جوانب الحياة وأهمية Biopsychosocial Model ومن هنا سأطرح أبرز النقاط المرتبطة في ممارستنا للعلاج الطبيعي.

الألم هو تجربة معقدة ومتعدد العوامل لكل فرد وطريقة تعامله مع الألم سيكولوجيا.  

يشمل المكوّن الوجداني ” العاطفي ” Affective Component الصفات العاطفية والمعرفية والسلوكية ، مما يخلق “عدم الراحة” أو المعاناة المصاحبة لحدث مؤلم.

 

المكون العاطفي للألم أمر بالغ الأهمية، لأنه يمارس تأثيرًا كبيرًا على كيفية تعايش الفرد واستجابته للعلاج وكل ما يتعلق بتجربته مع الألم.

الألم له تأثير أكبر على الفرد وأعمق مما يلاحظه الممارس الصحي. 

غالبًا ما يرتكب الممارس الصحي خطأ غير مقصود أو ربما لضيق الوقت ويبدأ بالتركيز على جلسات العلاج والتعليم بشكل أساسي على تخفيف الألم، زيادة المدى الحركي، وزيادة القوة العضلية. لا أحد يستطيع إنكار مدى أهمية هذه جوانب مهمة للعلاج الناجح وهي ضرورية في كثير من الأحيان للمرضى للعودة إلى مستويات جيدة من الأداء. 

ومع ذلك، إذا كان تركيز العلاج يعتمد كليًا على هذه النتائج وفشل في التعرف واتخاذ  الإجراءات للتعامل مع العوامل النفسية والاجتماعية المحيطة بالألم، فستظل النتائج ليست مرضية.

لا يمكن للعلاج أن يكون متكامل حتى يتم مراعاة كل جانب من جوانب ألم المريض، من التشريح الفيسيولوجي إلى العوامل النفسية.

هنالك بعض الاهتمام من خلال إعداد و توفير التعليم والتدريب المناسب لأخصائي العلاج الطبيعي فيما يتعلق بالعوامل النفسية والنفسي الاجتماعية للألم، إلا أن هذه الجوانب يتم تجاهلها وعدم استخدامها بالشكل الفعال في الممارسة الإكلينيكية.

في الواقع، عند حضور مريض ويبدأ بإظهار التغييرات العاطفية والسلوكية الناتجة عن الألم، قد يشعر العديد من الأخصائيين وغيرهم من المتخصصين في الرعاية الصحية بأنهم غير مؤهلين للتعامل بشكل كامل مع هذا البعد من الألم، خاصة أنه ليس مرتبط بالمعرفة التشريحية والفسيولوجية التقليدية التي يتقيد بها أخصائي العلاج الطبيعي في نطاق الممارسة.


على أخصائي العلاج الطبيعي أن يتفهم أن التعامل مع المريض فيما يتعلق بين العوامل العاطفية والسلوكية والمعرفية يختلف تماماً عن ما يتم ممارسته في العيادات النفسية أو لدى المعالجين النفسيين، يجب أن يكون لديك القدرة على دمج الاستراتيجيات والتدخلات النفسية في جلسات العلاج من أجل المساعدة في معالجة مختلف الجوانب غير التشريحية للألم.

غالبًا ما يكون المكون النفسي المحيط بالألم أكثر تحدياً من الألم الجسدي نفسه لذلك، فإن هذا المكون إذا تم تجاهله سوف يقلل من فعالية استراتيجيات والتدخلات العلاجية.

عادة ما يتضمن المكون النفسي الأعراض الرئيسية، مثل انخفاض الدافع والكفاءة الذاتية decreased motivation and limited self-efficacy، مما يؤدي إلى ضائقة عاطفية، وعوائق حل المشكلات، وصعوبة المشاركة في العلاج وهنا يأتي دور وأهمية المريض في إشراكه بالقرارات العلاجية.


 

ويأتي السؤال الأهم متى يتم تقييم المريض من الناحية النفسية؟

من خلال التقييمات الأولية او initial evaluations، وكذلك في جلسات المراجعة، يتم فحص لـ “Red flags” أو مؤشرات الأمراض الجسدية الخطيرة أو “orange flags” ، وهو مؤشر ل  Mental health disorders – كلاهما يستدعي الإحالة لمزيد من الفحص من قبل طبيب أو طبيب نفسي.

من أجل معالجة التأثيرات النفسية الاجتماعية المحيطة بالألم، يجب على المعالجين أيضًا أن يدركوا أهمية”Yellow flags” أو الأفكار أو المشاعر أو السلوكيات التي قد تشكل تحديات وعبء على سير العلاج وقد تؤخر التعافي.

  قد تشمل على علامات مثل Pain catastrophizing  ، passive coping أو  الأساليب السلبية (الغير تكيفية والغير بناءة)، fear avoidance أوعدم التأقلم او ممارسة الأفعال اليومية الطبيعية بدافع الخوف من الألم او زيادة الإصابة وبالتالي ممكن أن تؤدي الى زيادة الألم وتوقعات سلبية غير مرضية للتطور حالته في المستقبل.

Early identification and management of biopsychosocial factors

 


 

وأخيراً وليس أخراً، إذا كنت تسأل “أنا ليس لدي ما أقدمه الى المريض فيما يتعلق بالجانب النفسي ماذا أفعل؟” راجع نهجك العلاجي ربما تريد أن تزيد مدى معرفتك أو تحسين علاقاتك مع المرضى.

من الممكن أن يساعدك طريقة طرحك للأسئلة أو استخدام طريقة open-ended question في فهم أبعاد قصة المريض مع الألم بالإضافة إلى أسئلة التقييم الإكلينيكية في بناء خطة رعاية  فعالة مع المريض.

للعودة لبث د.نور عبدال :

تطبيق النموذج الحيوي ,النفسي والإجتماعي في العلاج الطبيعي – د.نور عبدآل

هل ينبغي علينا القيام بالتمارين اثناء تفشي وباء الڤايروس التاجي المستجد؟

Standard

بقلم :فاطمة الجبر , رسم الصورةالبارزة للمقال:بشائر العيدروس

هنا بعض النقاط التي تم طرحها من قبل دكتور جيفري وودز.

دكتور وودز حاليًا مدير وباحث. حصل على درجة الدكتوراه من جامعة جنوب كارولينا (USC) في كولومبيا. كان لديه اهتمام بفهم كيفية تأثير التمارين على جهاز المناعة لأنه لم يكن معروفًا عنه كثيرًا في ذلك الوقت، في الثمانينيات، كان علم التمارين والمناعه مجالًا فرعيًا جديدًا في علم التمارين.

دكتور وودز حاليًا مدير وباحث. حصل على درجة الدكتوراه من جامعة جنوب كارولينا (USC) في كولومبيا. كان لديه اهتمام بفهم كيفية تأثير التمارين على جهاز المناعة لأنه لم يكن معروفًا عنه كثيرًا في ذلك الوقت، في الثمانينيات، كان علم التمارين والمناعه مجالًا فرعيًا جديدًا في علم التمارين.

مع مرور الوقت، كان من المُرضي أن نرى مدى أهمية الجهاز المناعي في أداء الأنسجة ووظائف الأعضاء وفيزيولوجيا الأمراض وكيف يلعب دورًا في التكيف مع العضلات والأنسجة الأخرى.

مع بداية عام ٢٠٠٠، اجرى سلسلة من الدراسات على الفئران وعدد من الأشخاص لفهم كيف تؤثر نوبات التدريب والتمارين الفردية على عدوى الإنفلونزا والتطعيم، على التوالي.  في الدراسة على الحيوانات، وجدوا أن تمرين التحمل المعتدل (30 دقيقة / يوم) يمكن أن يحمي الفئران من الموت بسبب الأنفلونزا.

أظهرت الفئران التي تمارس لفترات أطول (2.5 ساعة / يوم) زيادة في بعض أعراض المرض، ولكن لم يكن هناك فرق يعتد به إحصائيًا فمعدل الوفيات عند مقارنته بالفئران المستقرة.  استنتجنا أن التمرين المعتدل يمكن أن يكون مفيدًا وأن التمرين لفترات طويلة قد يكون ضارًابالفئران المصابة بالإنفلونزا.  لأسباب واضحة ، لم نجري هذه التجربة في الناس.

هناك دراسة أخرى كبيرة لتحديد ما إذا كانت 10 أشهر من تمارين التحمل المنتظمة regular endurance exercise يمكن أن يحسن من إستجابة لقاح الإنفلونزا لدى كبار السن، وهي مجموعة معرضة لخطر الإصابة بالأمراض المعدية بسبب ضعف المناعة. وجد الباحثون أن تمارين القلب والأوعية الدموية المنتظمة والمعتدلة يمكن أن تزيد من التأثير الوقائي للتطعيم السنوي ضد الإنفلونزا حتى تحافظ على مستويات الحماية للأجسام المضادة levels of antibodies طوال موسم الأنفلونزا بأكمله.

خلاصة الدراسة أن ممارسة التحمل المعتدلة المنتظمة regular moderate endurance exercise قد تكون إحدى الطرق لتعزيز التأثير الوقائي للتطعيم السنوي ضد الإنفلونزا.

تسبب كل من فيروسات الإنفلونزا و الڤايروس التاجي المستجد 2019-nCoV عدوى الجهاز التنفسي التي يمكن أن تؤدي إلى الأمراض وزيادة عدد الوفيات، خاصة أولئك الذين يعانون من نقص المناعة أو immunocompromised الذين ليس لديهم مناعة ضد الفيروسات. في الواقع، في حين لا ينبغي الاستخفاف بـڤايروس كورونا الجديد، فإن الإنفلونزا مشكلة أكبر بكثير، ولكن لأنها شائعة نسبيًا وموجودة منذ فترة طويلة، إلا أنها لاتحظى بالاهتمام الذي تحظى به ڤايروس كورونا الجديد لأنه جديد ولا نعرف الكثير عنه بعد.

دائمًا ما تكون الفيروسات الجديدة مخيفة لأنه ليس لدينا مناعة وقائية كافيه أو معدومة ولم يكتشف لقاحات بعد. هناك عمل مستمر لفهم وتطوير استراتيجيات وقائية للتعامل مع تهديد وتفشي ڤايروس كورونا الجديد ومع ذلك، فإن الاحتياطات العامة للحد من انتشارها مهمة جدًا الآن حتى يتوفر لقاح جديد أو استراتيجية أخرى. نرجع للسؤال الأهم والأساسي استنادًا إلى الدراسات السابقة، هل يجب على الأشخاص ممارسة الرياضة أثناء هذه الاوقات؟  إذا كان الأمر نعم، فما هي الإرشادات؟

يذكر الدكتور وودز انه لا ينبغي للمرء أن يحد من العديد من الفوائد الصحية التي توفرها لنا ممارسة الرياضة على أساس يومي لمجرد وجود فيروس جديد.

  • من المهم جدًا التأكد من أنك إذا كنت تمارس التمارين على معدات في مرافق اللياقة البدنية أو الصالات الرياضية فتأكد من تطهيرها قبلوبعد الإستخدام.
  • عند القيام بالتمارين الرياضية، فإن الطريقة الأكثر فعالية لتنظيف اليدين هي استخدام الماء النظيف، ثم وضع الصابون والفرك لمدة 20 ثانية على الأقل، قبل الشطف والتجفيف بمنشفة نظيفة.
  • يمكن أيضًا استخدام مطهرات اليد التي تحتوي على ما لا يقل عن 60 ٪ من محتوى الكحول، ولكن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها Centers for Disease Control and Prevention تحذر من أنها ليست فعالة ضد جميع الجراثيم.
  •   ُ ينصح بتجنب لمس وجهك ورقبتك بيديك إذا لم تتمكن من تطهيرهما حتى وقت لاحق.

يجب استخدام هذه الاستراتيجية في جميع الأوقات، ليس فقط بسبب انتشار فيروس جديد.

قد يكون هناك حاجة إلى استشارة الطبيب او المختص والموافقة على نظام رياضي للأشخاص الذين يعانون من مرض أو مرض مصاحبأ و مشاكل في العظام أو في سن متقدمة.  كما سبق، هناك احتياطات يمكن اتخاذها للحد من انتشار الأمراض المعدية.

تشير الأبحاث إلى أن التمارين الشاقة أو المطولة غير المعتادة قد تقلل من وظيفة دفاعات نظام المناعة لديك. على هذا النحو ، قد يكون تجنب جلسات التمارين الطويلة والمرهقة التي لم تعتاد عليها فكرة جيدة.

ماذا عن المصابين هل يستمرون على نظام التمارين؟

دكتور وودز أوصي بعدم ممارسة الرياضة إذا كنت تواجه أي من هذه الأعراض: التهاب الحلق، آلام الجسم، وضيق التنفس، التعب، السعال أو حمى. يجب عليك أيضا الحصول على الرعاية الطبية إذا كنت تواجه هذه الأعراض.

على الرغم من التقدم الكبير الذي تم إحرازه في فهم تأثير التمارين على المناعة، إلا أنه لا يزال هناك الكثير مما لا نعرفه والتحديات مازالت قائمة. عرفنا بعض الإجابات على بعض الأسئلة لبعض الوقت ولكن قيود التجارب البشرية و قلة النماذج الحيوانية قد أعاقت التقدم في هذا المجال.

الأسئلة التي طرحها دكتور وودز للباحثين او للمهتمين في مجال الرياضه والمناعه كما هو موضح أدناه :

  • ما هي الآليات التي تؤثر بها التمارين على مختلف جوانب الأداء المناعي؟
  • كيف تؤثر التمارين المتكرره والشديده المختلفة على الجهاز العصبي؟
  • هل تتسبب الرياضة في حدوث تغيرات في الأنماط الظاهرية الوراثية التي لا تحدث بسبب تغيّرات في تسلسل الحمض النووي DNA؟
  • هل التغييرات التي يسببها التمرين في الأداء المناعي تتحول إلى فوائد صحية؟
  • كيف يؤثر التمرين على الميكروبات المعوية ومناعة الأمعاء؟
  • ما هي الاستجابات المثلى للتمارين لمختلف الأمراض؟

كما هو موضح من التوصيات التي طرحها دكتور وودز أن هناك كثير من الأسئله ممكن أن تساعد البحاثيين المهتميين في هذا المجال من التوسع وطرح العديد من أفكار الأبحاث التي تتعلق بالمناعه والتمارين لاسيما أنها جزئ لا يتجزاء من حياة اغلب الأفراد بالمجتمع.

المرجع:

Should, and how can, exercise be done during a coronavirus outbreak? An interview with Dr. Jeffrey A. Woods

https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S2095254620300120

الألم والمصفوفه العصبية – Neuromatrix

Standard

أي شيء يمكن اكتشافه أو الوصول إليه من قبل الدماغ ويتعلق بمدى تأثير الألم على أنسجة الجسم لديه القدرة على تعديل الألم. يجب مراعاة جميع العوامل المساهمة في تكوين تجربة الألم“.

(Mr Alastair James Flett, APAM, FACP, 2014).

 الألم من أكثر الشكاوى شيوعًا والتي قد تسبب إشكالاً للمصابين به. ولهذا أهدف وباستمرار إلى توسيع نطاق فهمي لعلوم الألم على أمل أن أتمكن من التعامل مع مرضاي وتثقيفهم حول الألم بشكل أفضل.

الغرض من هذا المقال هو تسليط الضوء على بضع نقاط قرأتها عن المصفوفة العصبية للألم ، والتي تعتبر جزءًا واحدًا فقط من اللغز عندما يتعلق الأمر بفهم التشريح العصبي والفيسيولوجيا العصبية للألم.

يعرف الألم بأنه تجربة حسية وعاطفية بغيضة مرتبطة بتلف الأنسجة الفعلي أو المحتمل ، أو موصوفة بمصطلحات تمثل ضرر كهذا (الرابطة الدولية لدراسة الألم ، 2014).

Continue reading