كيف يتم اكتساب المهارات الحركية لدى الأطفال ؟ Motor learning, motor control and Motor planning

Standard

إنّ هذا المقال موجهٰ للعامة المهتمين، وللأخصائيين على حدٍ سواء، حيث أننا سنتحدث فيه عن ثلاثة من المبادئ المهمة في التأهيل بشكل عام، ولكن سنتحدث عنها من منظور الأطفال فقط، وذلك لا يعني أنها تقتصر على الأطفال، وهذه المبادئ هي :

  • – Motor Learning ( التعلم الحركي )
  • ‏- Motor Control ( التحكم الحركي )
  • ‏- Motor Planning ( التخطيط الحركي )

خالد الحربي – أخصائي علاج طبيعي -طالب ماجستير تخصص تأهيل الأطفال


أولًا/ Motor Learning (التعلم الحركي) :

‏هو عملية تتكون من ثلاثة مراحل، تحدث داخل جسد الطفل، نتيجةً للخبرات التي يكتسبها من خلال الممارسة، ليتعلم من خلالها المهارات الحركية المختلفة. 

‏وباختصار هو تعلم المهارات الجديدة من خلال التجربة والتكرار والممارسة.

كيف يتم اكتساب المهارات الحركية لدى الأطفال ؟

حسنًا وما هي الثلاث مراحل؟

 ١- Cognitive stage (مرحلة الإدراك) :

‏وهدفها هو تطوير إدراك الطفل للمهارة الحركية، أي قبل أن نُعلِّم الطفل أي مهارة، يجب أن يُدرك أولًا ما المطلوب منه، وليدرك ما المطلوب منه فإنه يعتمد على أمرين: 

  • ‏• يستخدم نظره ليجمع المعلومات.
  • ‏• ثم يجرب ويخطئ حتى يدرك ما المطلوب منه.

كيف يمكن أن نساعد الطفل في هذه المرحلة ؟

  • ‏• تقليل المشتات من حول الطفل.
  • ‏• تبسيط المهارة الحركية، و وضعها في أبسط صورة.
  • ‏• زيادة المعلومات البصرية عن طريق استخدام المراية مثلًا.
كيف يتم اكتساب المهارات الحركية لدى الأطفال ؟

٢-Associative stage (مرحلة الربط) :

‏وهي المرحلة التي يتعلم فيها الطفل الحركات الأولية للمهارة، ويربطها بأخطاءه السابقة، ليتعلم (كيف) يجب أن يؤديها، وهي تعتمد على أمرين أيضًا :

  • ‏• النظر لجمع المعلومات.
  • ‏• الإحساس العميق (proprioception)، والذي يتعلم الطفل مثلًا من خلاله أين يضع قدمه من دون أن ينظر إليها.

كيف يمكن أن نساعد الطفل في هذه المرحلة ؟

‏بالتكرار، لأن التكرار سيزيد كمية الإشارات التي تأتي من الإحساس العميق، وسيساعده على تعديل أوضاع جسمه وأطرافه من دون أن يستخدم نظره، وبالتالي ستصبح الحركة مرنةً وسهلةً عليه.

٣-Autonomous stage (مرحلة الاستقلال الحركي) :

‏وهي المرحلة الأخيرة حين يصبح الطفل قادرًا على القيام بالمهارة الحركية بشكل ذاتي، من دون أن يفكر فيها كما في المرحلة الأولى.

‏كيف يمكن أن نساعد الطفل في هذه المرحلة ؟

‏• بتكرارها وممارستها في العديد والعديد والعديد من الأوضاع والأماكن.


ثانيًا/ Motor Control (التحكم الحركي) :

‏والمقصود به هو قدرة الطفل على التحكم بعضلاته وبشدة القوة الناتجة منها أثناء تأدية المهارة الحركية، لتكون الحركة سلسةً ومتناسقة، سواءً في المهارات الدقيقة أو الكبيرة، لأنه إذا احتاج لقوة بسيطة وأنتج قوة كبيرة، ستتأثر المهارة الحركية، والعكس كذلك.

وهو أيضًا يتكون من ثلاثة مراحل :

‏١- Stimulus Identification ( مرحلة التعرف على المحفزات) :

‏في هذه المرحلة يجمع الطفل المعلومات من بيئته من خلال الإحساس العميق الموجود في العضلات والمفاصل، ويصفيها، ولكن لماذا يصفيها ؟ ليستخدم المعلومات التي تساعده على القيام بالمهارة، ويتجاهل المعلومات التي قد تشتته.

حسنًا، وماهي العوامل التي تؤثر على قدرة الطفل على تصفية هذه المعلومات ؟

  • ‏• خبرات التجارب السابقة.
  • ‏• انتباه الطفل.
  • ‏• مزاجه والحالة النفسية.

‏لذلك يعتبر من المهم جدًا عندما نرغب بتعليم الطفل مهارةً جديدة، أن نقلل المشتتات من حوله.

٢- Response Selection (مرحلة تحديد ردة الفعل) :

‏وفي هذه المرحلة يقوم الطفل باختيار ردة الفعل المناسبة، بناءً على المعلومات التي اكتسبها في المرحلة السابقة، وهي مشابهة لردة فعلك عندما يستوعب جسدك بأنك جالسٌ على طرف الكنب، فتقوم بتعديل جلستك مباشرةً.

‏٣- Response Programming (تنظيم ردود الفعل) :

‏وفي هذه المرحلة يبدأ الدماغ بتنظيم ردود فعل العضلات بالترتيب المناسب، لتكون جاهزةً للاستخدام بمجرد ظهور المحفزات التي صفَّاها الطفل في المرحلة السابقة، وهذا هو السبب الذي يجعلنا نقوم بردة الفعل المناسبة في الوقت المناسب من دون تفكير.

كيف يتم اكتساب المهارات الحركية لدى الأطفال ؟

ثالثًا/ Motor Planning (التخطيط الحركي) :

‏وهو قدرة الطفل على معالجة المعلومات التي يجمعها من مختلف الحواس، وقدرته على استخدام هذه المعلومات في التخطيط للقيام بالمهارة الحركية.


حسنًا، وماهي العناصر التي يتكون منها التخطيط الحركي ؟

‏١- Imitation (التقليد) :

‏تبدأ هذه المرحلة في السنة الأولى من حياة الطفل وتستمر معه خلال مرحلة الطفولة، وتتضح في قدرة الطفل على تقليد تعابير الوجه والإيماءات والحركات والأصوات، ومن هنا يتعلم الطفل كيفية تقليد الحركات البسيطة ومن ثم الحركات المعقدة لاحقًا في حياته.

٢- Ideation (التفكير) :

‏في هذه المرحلة يبدأ الطفل بالتفكير في طريقة حدوث الحركات، ويأتي بأفكاره الخاصة عنها، بناءً على خبرته من التجارب السابقة في التقليد، وتتضح هذه المرحلة عندما يلعب الطفل ويقوم بحركات جديدة بناءً على طبيعة اللعبة والتحديات التي تواجهه.

٣- Initiation (بدء المهاراة الحركية) :

‏عندما تكتمل الصورة الذهنية عن الحركة لدى الطفل، تأتي الخطوة التالية، فعندما نعلمه كيفية القيام بالمهارة الحركية باستمرار، سنلاحط أنه سيتعلم ( كيف يبدأها بنفسه من دون مساعدة)، وهذه الخطوة تعتبر تحديًا يواجه معظم الأطفال ذووي الإعاقة.

‏٤- Construction (التركيب أو البناء) :

‏في هذه المرحلة تبدأ رغبة الاستكشاف لدى الطفل ببداية تركيبه  للمكعبات أو وضعه للأشياء وترتيبها لصناعة شيءٍ ما، مما يساعده على اكتساب المعرفة الكافية عن كيفية استغلال المساحة من حوله.

٥- Fedback (التغذية الرجعية) :

‏في هذه المرحلة يكتسب الطفل المزيد من المعلومات عندما يمارس المهارة الحركية ويخطئ فيها، وبالتالي فإن زيادة الممارسة، ستؤدي إلى زيادة المعلومات المكتسبة من الأخطاء، والتي ستؤدي بدورها إلى إتقان المهارة الحركية مع مرور الوقت.

‏٦- Feed-Forward (التغذية الأمامية) :

‏تبدأ هذه المرحلة عندما يتقن الطفل المهارة الحركية، وبالتالي ستصبح لديه القدرة على توقع الأخطاء قبل حدوثها، ليتمكن من تجب الوقوع فيها مبكرًا، وتعتبر هذه المرحلة مهمةً جدًا لإتقان مهارات التحكم بالجذع (Postural Control)، حسنًا، من هم الأطفال الذي يواجهون صعوبةً في هذه المرحلة؟ 

‏هم الأطفال الذين يعانون من مشاكل التناسق الحركي أو التوافق العضلي العصبي (Developmental Coordinations Disorders)

٧- Grading (التدرج) :

‏في هذه المرحلة تتضح قدرة الطفل على تحديد شدة ومقدار الحركة المطلوبة، بناءً على معطيات بيئته المحيطة، لكي لا تكون الحركة قويةً أوضعيفةً أكثر من اللازم، وتتجلى هذه القدرة بشكل واضح عندما يتعلم الطفل مهارات الإتزان.

‏٨- Timing & Sequencing (التوقيت والترتيب) :

‏وهي ترمز إلى قدرة الطفل على القيام بالمهارة الحركية بالشكل المناسب في الوقت المناسب، والمطلوب منَّا لنصل بالطفل إلى هذه المرحلة هو أن نطور مفاهيمه عن المساحة وعن شدة وسرعة الحركة كما أشرنا سابقًا، لتتوافق وتنتج لنا حركةً سلسةً ومتناسقة.


أخيرًا وليس آخرًا ربما يكون هنالك تداخل كبير بين هذه المفاهيم، وذلك أمرٌ طبيعي لأنها أساسًا عمليات متداخلة، يؤثر كلٌ منها على الآخر، ولكن الهدف من ذكرها بالتفصيل هو إيضاح أهمية دمج الطفل بالعملية العلاجية، لأن الطفل إن لم يكن عضوًا فعالًا في العملية العلاجية فإن ذلك لن يضيف شيئًا لقدراته الحركية، وربما تجدون في بعض المراجع مسميات أخرى للمراحل التي تحدثنا عنها، ولكن التفاصيل هي ذاتها والإختلاف فقط في المسميات.

ختامًا، اقتبست المحتوى وترجمته من أحد أفضل الحسابات المختصة في تأهيل الأطفال على الإنستقرام، بعد أخذ إذن صاحبة الحساب لنشر الفائدة.

‏وهذا هو رابط صفحة الحساب:

https://instagram.com/starfishtherapies?igshid=1dcw6rk97x1i9


المزيد من المراجع للإستزادة :

‏- Motor Learning :
‏• في الصفحة رقم  ٧٠
‏• وأيضًا من صفحة رقم ٢٠٩ حتى صفحة رقم ٢١٢

‏- Motor Control :
‏• في الصفحتين ١٩٤ و ١٩٥
‏• في الصفحتين رقم ٢٠٧ و ٢٠٨

‏- Motor planning في الشابتر رقم ٩

‏- Motor Control and Motor learning
‏في الشابتر الثاني بدايةً من صفحة رقم ٢٥

Wong, A. L., Haith, A. M., & Krakauer, J. W. (2015). Motor planning. The Neuroscientist, 21(4), 385-398

أقرأ للكاتب :

اترك رد