مفيد أو ضار ،جيد أو سيء .. هل يجب علينا تصنيف التمارين بهذا الشكل؟

Exercises
Standard

هل يجب علينا تصنيف التمارين تحت مسمى الجيد والضار؟

  • مقال : لبانه اللويم
  • مراجعة وتحرير :فاطمة الجبر ,سلوى حمدي

في العقود الأخيرة ظهر تحول نموذجي في طريقة تصنيف التمارين واختيارها لدى مختصي القوة والتكيف البدني او مختصي اللياقة البدنية. على الرغم من أن دور تدريب الأداء واللياقة البدنية لا يزال مهمًا إلا أنه لا يجب نغفل دور الوقاية من الإصابات والمخاطر أيضًا ،وكلا الجانبين يلعبان دورًا مهمًا في اعداد برامج التقوية واللياقة البدنية.

هذا التحول من الأداء إلى الاداء الوقائي أنعكس بشكل بارز في مقالة نُشرت في مجلة Strength and Conditioning Journal ، مما أثار فضول مجموعة واسعة من الرياضيين وعشاق الرياضة الذين بدؤوا يحاولون معرفة إجابة سؤال

“أيً التمارين “جيدة” وأ ُّيها ُّ”سيئة”؟


لا يزال هناك غموض و شك مستمر حول المعلومات المستخدمة للتصنيف التمارين هنا ،كما تدور عدة تساؤلات حول ماهية الجهة او المختص الأنسب لاتخاذ القرارات هنا، كما لا يمكن ان نغفل حقيقة أن البشر مختلفين في خصائصهم وقوتهم البدنية في محاولاتنا في البحث عن إجابة هنا.

ستتناول هذه المقالة السؤال الذيُ يتردد دائًما في هذا المجال والذي طرح في مجلة strength and Conditioning Journal “التمارين جيدة أو سيئة… لمن؟”

محاولتنا للتوسع في هذا السؤال تكمن في سياق “عوامل الخطر” في مقابل “الفاعلية”.

عندما نتحدث عن إعادة التأهيل هناك القول المأثور ” first, do no harm “ أي القاعدة الأولى والأولوية لمنع الضرر و التي تطبق على اعداد و وصف برامج التمارين المناسبة للإفراد، وبغض النظر عن الهدف يجب تطبيق هذه القاعدة عند ممارسة أي شكل من أشكال الرياضة.

إن وجود أدلة غير داعمة وموضحة أن بعض التمارين “ضارة” ولو تأذى شخص بالفعل من تمرين معين فإن غياب الحجة بأن التمرين غير سيء لن يكون كافياً ! فعدم معرفة الشيء لا يعني بالضرورة غيابه…

لو أخذنا على سبيل المثال هناك دراسة مراجعة منهجية ”Systematic Review“ سعت إلى معرفة ما إذا كان استخدام المظلات سيؤدي إلى منع الإصابة وبالتالي الوفاة عند القفز من الطائرة… حيث تبين كما هو متوقع عدم وجود دليل على ذلك، فهل يجب علينا التخلي عن استخدامها؟

وهل من المنطقي تصميم دراسة تدفع بالمشاركين للقفز بدون مظلة لإثبات الدليل ؟

بكل تأكيد تتنافى هذه الفكرة مع أخلاقيات البحث حيث انها تعرض حياه الناس للخطر دون داع. حيث ان استنتاج النتيجة يمكن الوصول له بشكل بديهي ومن فهم العوامل المحيطة هنا.

و على غرار ذلك ،هل يجب علينا تصميم دراسة بحثية لمعرفة مدى تأثير التمرين الضار على الأفراد ذوي المخاطر العالية؟

يجب علينا معرفة أن بعض الدراسات لا يمكن أن يوافق عليها أخلاقيًا. والكثير من هذه الدراسات لا يمكن أن ينفذ.

إن غياب الدليل على كون تمرين معين يحتوي على مخاطر عالية لا يتم تصنيفه على أنه غير آمن. أفضل طريقة للإجابة على سؤال “هل التمارين جيدة أم سيئة؟” هي عن طريق عرض تمرين محدد ،دراسة سياق وصفه , ظروف الفرد والأهم مقارنة مخاطره مقابل فوائده بالنسبة للفرد و ظروفه الخاصة.

على سبيل المثال :عند النظر إلى تمرين تقوية البطن الـ crunches لا يوجد دليل علمي معين بأنه ضار. ولكن الأغلب سيوافق بأن القيام بدراسة بحثية على أشخاص لديهم ألم أسفل الظهر يقومون بتأدية هذا التمرين لتحديد إذا ما كان سيظهر عليهم انزلاق غضروفي disc herniation وهو بالتأكيد أمر غير أخلاقي.

هنا يكمن الجواب على سؤال “الجيد مقابل السيء” لدى الخبراء.

ومع ذلك فإن السؤال الأساسي : هل الخبير المؤهل على جواب هذا السؤال هو الشخص الذي يتمتع بلياقة بدنية عالية ويقوم بتقديم جلسات التمارين والاستشارات؟ أم الباحث ذو أعلى مؤشر اقتباس على بحوثة العلمية؟

من وجهة نظر إكلينيكية يتطلب أمان تمرين معين النظر في عدة أمور من ناحية الشخص الذي سيؤدي هذا التمرين:

  • فهم الأدلة للمساعدة في اتخاذ القرار.
  • التجربة السريرية والأخطاء مع الممارسة التأملية بشأن اتخاذ القرارات المبنية على معرفة ودراية تامة.
  • فهم هدف المريض أو العميل سواء كان لياقة أو رياضة أو إعادة تأهيل.

بشكل أساسي قد يتطلب اتخاذ القرار النظر في مراجعة المخاطر والفوائد. وربما يجب أن يكون اختيار التمرين المناسب لشخص ُمصاب من أخصائي رعاية صحية قام باختبار حالة هذا المريض وقدم له العلاج. و قد يساهم الباحث الملم بالأدلة العلمية في تقديم توصيات مهمة الإ ان المعرفة بظروف الفرد المقدم له التدريب والعلاج تعني ان تقديم التوصيات بدون صياغتها بنا يناسب وضع الافراد قد يفقد البرنامج جزءا مهما فيه.

بالانتقال من ما بعد سياق إعادة التأهيل إلى الأداء، فلنأخذ حالة رافع الأثقال الذي يحتاج إلى زيادة الحمل المرفوع في تمارين مثل Squat. قد يجد نفسه قد كسر الذي وضعته النظريات للقدرة البشرية عندما يستمر بتطوير تدريبه وتجاربه.

سيستمر العلماء والفلاسفة والمدربون والرياضيون على حد سواء في النقاش وأداء التجارب لفهم التمارين وطريقة استجابة البشر للتمارين للوصول إلى آفاق جديدة. لن نعرف أبدا ما يستطيع البشر تحقيقه على وجه اليقين المطلق.

إن المدرب الرياضي عندما يريد زيادة الأداء فإنه سيمارس بشكل مختلف عن أخصائي العلاج الطبيعي والعلماء الذين يعملون في بيئة مخبرية متحكم بها يختلفون تمامًا مقارنة بممارس يعمل مع مختلف الحالات في مجتمع معقد و مع مجموعة واسعة مختلفة من المرضى وتنوع الحالات الاجتماعية والتنوع الكبير للجسم البشري، يحتاج هذا الممارس إلى تطوير الحكم المهني، وليس اختصار الإجابة على “هل التمرين جيد أم سيء” بـ نعم أو لا.

إن الحكم المهني يتضمن التفكير في مصادر علمية متعددة والمتضاربة في كثير من الأحيان. يحتاج الممارس إلى النظر في النتائج العامة لعلوم متعددة، وعوامل العميل البيولوجية والنفسية والاجتماعية والثقافية التي تؤثر على الشخص والأداء.

وعلى الرغم من أن الناس غالباً يعتقدون أن وجهة نظرهم الخاصة صحيحة وعملية لأنفسهم وللآخرين، فقد أظهرت دراسة cross-cultural اختلافاً في حالات الإنسان البدنية و الخلفيات الثقافية.

على سبيل المثال هنالك أناس من ثقافة معينة ُيعانون من آلام أسفل الظهر في المقابل لثقافة أخرى لا يوجد لديها الآلام، وأيضاً بعض الثقافات ُيمارسون تمرين معين من دون الإصابة بأي ضرر بعكس ثقافات أخرى.


الآن نريد أن نطرح السؤال الأساسي ما إذا كان التمرين سيء أم جيد؟ هل الجواب بهذه البساطة؟

يبدو أنه يوجد القليل من الأدلة العلمية لتصنيف التمرين تحت هذه المسميات. إن الطريقة التي يتم بها وصف التمرين وأداؤه تستحق اهتمام أكثر.

بالإضافة إلى ذلك يجب تحديد مستوى السلامة والأمان من خلال الشخص الذي يؤدي التمارين، ولا ننسى المخاطر في مقابل الفوائد. والنظر إلى الأدلة المتوافرة لتوجيه اتخاذ القرار وليس فرض القرار على المريض. سواء كان عميلاً أو رياضياً يوصى بالتشاور مع مختص قبل البدء بعمل أي تمارين.


المراجع:

Kolber, Morey & Gearity, Brian. (2017). Should We Classify Exercises as Good Versus Bad?. Strength and Conditioning Journal. 39. 1-2. 10.1519/SSC.0000000000000329.

One thought on “مفيد أو ضار ،جيد أو سيء .. هل يجب علينا تصنيف التمارين بهذا الشكل؟

  1. غير معروف

    بالتأكيد لا يوجد تمرين مفيد أو غير مفيد فهو يمر بحالة الشخص المختلفة عن غيره

اترك رد