لماذا قد يتجه الممارس الصحي لتبني العلوم الزائفة؟

Standard

لا أحد منزه من الوقوع في فخ تصديق العلوم الزائفة او الترويج لها , ولكن الأمر يزداد سوءًا عندما يكون مصدر هذا الترويج ممارس صحي مؤتمن على حياة الناس.

نعرض لكم هنا عدة تفسيرات محتملة تجيب على سؤال لماذا قد يتجه الممارس الصحي لتبني العلوم الزائفة؟

والأسوأ لماذا قد يصبح مخادعا؟ :

ترجمة بتصرف: سلوى حمدي

مراجعة: نوره عبد الرزاق

العلوم الزائفة

الملل:

هؤلاء الغارقون في الممارسة بشكل متكرر بدون تحديث ,او ربما استيعاب كامل لفرص التجديد فيها قد يجدون في أفكار العلوم الزائفة بعض الأثارة. إثارة الجدل بدون تحقق من الخلفية العلمية او نقد المعلومة بشكل منهجي قبل تقديمها.


 Low professional esteem.  |.  ضعف الثقة بالتخصص الذي ينتمي له:

أولئك الذين لا يشعرون بأهمية تخصصهم او يعتقدون أن تخصصهم أقل قيمة من غيره-عادةً هذا ناجم عن سوء فهم الشخص لتخصصه-يميلون لمحاولة اثبات انه أفضل حتى من الأطباء -خاصة التخصصات الاخرى -غير أطباء-عن طريق ادخال خزعبلات ومبالغات تظهرهم مميزين عنهم ويستطيعون معالجة كل الامراض.

مثال: ممارس الطب التقويمي الذي يعتقد بأن منشأ كل الأمراض هو خلل في العمود الفقري وبالتالي حل كل الأمراض عنده. حيث يتجاوز صلاحياته ويدعي ان امراض خطيرة يمكن علاجها بمجرد تعديل العمود الفقري يدويًا. وللأسف قد يحرض مرضاه على ترك علاجات مهمة والاعتماد عليه.

وبكل تأكيد الأطباء أنفسهم قد يقع أحدهم في خطأ تجاوز صلاحيات تخصصه بشكل يتناسب مع تحقيق مصالح شخصية. فقد يحاول طبيب عام تصويره نفسه وبشكل مظلل كصاحب الحل المثالي لعلاج السرطان. وانه أفضل من المتخصص الذي تدرب خصيصا لمثل هذه الحالات. المشاهير والممثلين قد يقعون في هذا الفخ أيضا.


الميل لتصديق خوارق ما وراء الطبيعية:

هذه الميول قد تظهر من معتقدات دينية او مجتمعية تصدق بأن الامراض قد تنشأ بسبب قوى خارقة للطبيعية، وعادة لا يُؤْمِن بالعلم حتى لو كان ممارس صحي.

بالعكس يحرض ضد العلم ويكرهون فكرة الاستناد على منهج واضح في الربط والاستنتاج كما يحدث في العلم.  أصحاب هذه المعتقدات يميلون للاعتماد على تجارب شخصية غير محكمة، ويفضلون الاعتماد على الحدس عوضا عن المنطق.


نظرية المؤامرة

المنتمي لهذه الجماعة يُؤْمِن بأن كل شيء في العلم والطب تتحكم به الحكومة, وان الحكومات تملك حلول الامراض الخطيرة لكنها تخفيها عمداً وتظلل كل الأبحاث لأهداف مادية بحتة.

فتجده يحرض ضد ممارسات الطب الحديث باستخدام هذه القصص-التي تؤثر فعلاً على قرار المريض-.  

الملفت ان قدرتهم على تحديد متهم معين مستحيلة دائما ويعتمدون على خلق عدو وهمي غامض ورمي كل التهم عليه لزرع الخوف والشك في الناس. حيث ان خوف الناس من العدو الوهمي يسهل عليهم استغلالهم ماديًا وبيعهم منتجاتهم التي تعرض كمنقذ غالبًا.


صدمة الواقع

تعامل الممارس الصحي مع بعض الحالات المستعصية او المصابين بأمراض خطيرة حيث يقف الطب عاجزًا قد يؤثر عليهم ويتطلب الأمر تأقلم عقلي ونفسي للتعامل مع هذه المواقف.

ليس الجميع ينجح هنا للأسف،

التحقيقات في عيادات تجار الوهم التي تستهدف مرضى السرطان وجدت ان من يعمل فيها من ممارسين صحيين ممن شعروا بخيبة الأمل عند التعامل مع الواقع المر لحدود الطب في التعامل مع السرطان.

وعلى الجانب الاخر ضعف استيعاب حدود وامكانيات الطب ليست عذرا لوضع المرضى في مواقف مؤلمة وخداعهم بعلاجات وأمل زائف.

باختصار، تعرضهم السابق لموقف او صدمه لم ينجح فيها الطب الحديث في المساعدة، ولعدم استيعابهم لحدود العلم يتحول الفرد منهم لعدو مباشر له ،و لا يؤمن بالوسطية هنا.


فرض قناعات شخصية

غالبا متأثراً ببيئة، مجتمعه وثقافته وبسبب ضعف مهارات التحليل الناقد يسمح لتحيزاته الخاصة ان تؤثر على القرارات التي يتخذها، رغم كون هذه الشيء قد يضر بممارساته ومرضاه.


دوافع تجارية

تجارة الوهم مربحة جدًا، ولا احد يستطيع انكار دور الأهداف المادية في تبني علوم زائفة و فرض علاجات مكلفة على المريض دون الحاجة لها. الدافع المادي قد يهزم القدرة على احكام الأخلاقيات الطبية.


عيش دور البطل الخارق

عدد من الممارسين يهتم بتمجيد صورته انه اساس تحسن مرضاه, و كل الفضل له حتى لو كذب عليهم و استهلك مورداهم بدون داعٍ.


المرجع :

Why Health Professionals Become Quacks | Quackwatch


إقرأ أيضا :

كيف يمكن أن نُعرف “الخداع” عندما يتعلق الأمر بصحتنا ؟ | PTideas

لماذا نحتاج أن نتبنى الطب المبني على فهم العلم ؟ | PTideas

تمييز العلم عن العلم الزائف | PTideas

ما لفرق الذي قد يحدثه إيصال مشاعر التضامن لشخص يعاني مع الألم مزمن؟

Standard

‎‏بداية للألم المزمن وقع نفسي شديد على صاحبه خاصة عندما يعيق ممارسة الشخص لنشاطات حياته بأريحية ، عدد منهم غالباً ما يعانون من احباط و مشاعر سلبية. 

 ومما لا يمكن انكاره دور التواصل الفعال والطريقة التي يتجاوب بها الناس (شريك ،ممارس صحي..الخ) مع تجارب المصاب بالألم والمشاعر المرتبطة بها لها دور كبير في تطور تجربة المصاب. 

سلوى حمدي

أخصائية علاج طبيعي – مهتمة بتأهيل الألم المزمن


هل أنا أتوهم ؟ 

منتشر جداً شعور مرضى الألم المزمن بأن لا احد يصدق معاناتهم خاصة عندما تكون الأشعة او الفحوصات سليمة – نظراً لطبيعية هذا النوع من الألم حيث انه لا يرتبط بسبب خلل جسدي عادة و إنما حساسية مفرطة في الجهاز العصبي لا تصورها الأشعة و لا تظهرها التحاليل.‏ هذا المشاعر عادة ما تؤدي لزيادة الضغط النفسي بشكل سلبي على المصاب.  

Continue reading

كيف يمكن أن نُعرف “الخداع” عندما يتعلق الأمر بصحتنا ؟

Standard

ترجمه بتصرف : سلوى حمدي

المقال الأصلي : د.ستيفن باريت –

طبيب نفسي متقاعد و ناشط في محاربة الإحتيال الصحي


Quackery – دجَل , خداع : كلمة مشتقة من quacksalver دجال أو مخادع  , يمكن تعريف المخادع أو الدجال هنا أنه “ الشخص الذي يتظاهر بإمتلاك مهارة طبية أو من يتحدث في موضوع ما بدون معرفة سليمة لأسس هذا الموضوع “و من التعريف قد يتضح هنا أن تعمد الخداع وارد , لكن يحدث بأن عدد كبير من مروجي الخداع أو علوم زائفة قد يعتقدون حقًا بأن معرفتهم صحيحة و مفيدة للناس.

تعريف هيئة الدواء و الغذاء للإحتيال الصحي – health fraud – بأنه :

الترويج -لمنفعة أو لربح- لعلاج طبي عرف عنه أنه خاطىء أو غير مثبت علميًا

قد يبدو هذا التعريف مثير للحيرة لربطه كلمة الأحتيال بالخداع المتعمد دائمًا. الصفة المشتركة في الخداع هي الترويج -لشيئ ما- أكثر من صفة التظليل أو الجشع.

Continue reading

التمارين و التحكم بنوبات تهيج الألم المزمن على المدى البعيد

Standard

لماذا عدم الإلمام بطرق وصف “التمارين” بما يتناسب مع حاله المريض و الألم المزمن بشكل خاص يعد عائق تحسن كبير؟! ماذا عن التحكم بنوبات التهيج على المدى البعيد ؟

إعداد : سلوى حمدي

مراجعة لغوية : نوره عبدالرزاق


مرضى الألم المزمن لديهم مشاكل في تحديد أهدافهم خاصة مع تداخل افكار الخوف من الحركة و الإحباط بسبب فقدان جزء من نشاطهم .  فعندما يحاول المريض ان يصبح “نشطاً” ثم يبدأ التمارين بشكل مكثف فإنه يهيج الألم وغالباً ينتكس نفسياً و جسدياً بسبب ذلك و هذا يعزز لديه فكرة أن الحركة تزيد الضرر و زياده الضرر مرتبطة بشدة الألم و التي تعد فكرة باطلة علمياً خاصة في حالة الألم المزمن.

الألم المزمن هو الألم الذي يستمر لعدة أشهر بالرغم من شفاء الأصابة المسببة له و عدم ظهور مشكلة أو مؤشرات مرتبطة به في الأشعة أو حتى ان ظهرت أحيانًا قد لا تكون مرتبطة به

دورنا في العلاج الطبيعي هو وضع اهداف واضحة للمريض تراعي التحكم بنوبات تهيج الألم مع ضمان زيادة التمارين و الحركة تدريجياً بما يتناسب مع وضع كل فرد على حدى.

Continue reading

فهم العوامل المؤثرة على الألم في بيئات العمل المكتبي

Standard

ترتبط بيئات الأعمال المكتبية بعدد من ألالام الجهاز العظمي العضلي و التي قد تترواح مابين ألم حاد أو مزمن. من أشهر هذه المشاكل مشاكل الرقبة , الكتف , الذراعين و مشاكل أسفل الظهر. و للمساهمة في التحكم أو الوقاية من هذه المشاكل يجب أن نعزز أهمية فهم العوامل المساهمة في ظهورها بشكل عام. الكثير من المفاهميم المغلوطة منتشرة حول هذا الموضوع و سنحاول مناقشة بعض منها هنا.


سلوى حمديأخصائية علاج طبيعي


بداية , هل تهتم بالطريقة التي تقضي بها وقتك أثناء العمل؟ هل تركز على طريقة جلوسك على مكتبك حرصاً على سلامتك؟ هذا جيد حقيقة , و لكـن ..

ما رأيك أن أعلمك عدة خدع أخرى ستساعدك على تقليل فرص التعرض لألأم الرقبة و الظهر ؟


بداية دعونا نراجع مفهوم ” القوام الصحيح ” مقابل ” القوام السيئ ” ؟

منتشر الأعتقادات الشائعة التي تدعو للجلوس لشكل مستقيم و مثالي , إضافة لربطها الجلوس بشكل خأطىء ببعض المبالغات المخيفة التي تدعي أن القوام هو المسبب الأول لبعض المشاكل الخطيرة في العمود الفقري , ليس أن الأمر بأن لا علاقة نهائية بين الجلوس الخاطىء و نسبة التعرض للألم و لكن المشكلة في المبالغه و التركيز على هذه النقطة وحدها مما أدى لتجاهل عوامل قد تلعب دوراً مهماً في حمايتنا من التعرض للألم , لنطرح بعض الأسئلة كبداية..

فكـر معي ..

هل الجلوس بظهر مستقيم أو قوام مثالي و لكن لوقت أطول صحي أيضاً؟

ماهي العوامل الاخرى المجهولة هنا ؟

هل يوجد أثر سلبي للتركيز على عامل واحد فقط فيما يخص التعامل مع مشاكل القوام ؟

هل يكفي التركيز على عامل واحد فقط لتقليل مشاكل العمل المكتبي ؟

Continue reading

لماذا نحتاج أن نتبنى الطب المبني على فهم العلم ؟

Standard

  “Science is a way of thinking much more than it is a body of facts.”-  Carl Sagan 


بداية دعوني أعطيكم فكرة عن الطب المبني على البراهين “Evidence-based medicine” ؟

ظهر مصطلح EBM رسمياً عام ١٩٩٠ و –قبلها كان يستخدم مصطلحات اخرى– ظهوره كان ثوره علمية في عصر كان فيه القرار الطبي يتم اتخاذه استناداً على أمور غير منطقية مثل:

  • التجربة البحتة
  • أساطير القدماء السحرية
  • اعتقادات لا اساس واضح لها

– ضربة حظ بدون قدرة على التنبؤ بالنتائج كل مرة-

ما هي الأسس الثلاث التي اعتمدها الطب المبني على البراهين EBM ؟!

لا يكفي اتخاذ القرار بدون النظر لأفضل الأدلة العلمية فيه و تقييمها اضافة لأخذ دور الخبرة العملية و تجربة و قيم المريض في الحسبان.

Continue reading

“كما لو أن هناك نهراً صغيراً يسير داخل كتفي”

Standard

لست واثقة مما أريد أن أكتبه ، لكن و ربما ستكون تدوينة قصيرة عن الموضوع الأكبر الذي شغل عقلي و فكري في الثلاث سنوات الأخيرة ..

و من سواه ” الألم ” !

لمحات بسيطة لا أكثر عن مشاعر الألم التي قد لا تحتويها أفضل كتب المختصين .

سأكتب من منظور أخصائية علاج طبيعي عايشت تجربة الألم المستمر(المزمن) و تجاوزت أصعب محنه ولله الحمد .

منذ فترة طلب مني أخي الصغير أن ألعب معه الكرة و بالتأكيد لا أعرف شيئاً عنها لكني لم أرد أن أرد حماسه فوافقت على طلبه ، كلما رميت الكرة له ، طلب أن أزيد قوتي و حاولت أن أجاريه!

في لحظة أحسست بألم بسيط ربما من أثر الضربة ، لم يشكل الألم فرقاً بالنسبة لي بكل تأكيد لكن و لوهلة تخليت قدم مريضتي و هي تصف ألمها بأسلوبها الخاص .

 

لماذا ؟

لأني لم أجد وصفاً مناسباً لذلك الألم البسيط الذي شعرت به للحظة.

بالتأكيد واصلت اللعب لكني كنت أفكر ..

خلال الإربع السنوات الماضية ..
كم مريضة رأيت ؟
و كم مريضة حدثني عن ألمها ؟
كم مريضة كانت تحاول أن تصف ما تشعر به لكن يبدو جلياً على وجهها بأن المصطلح الذي استخدمته لم يكن مرضياً.

و عندما تذكرت بعض من مرضاي اللاوتي تعرضن لحالات عصبية ، شعرت بأنهن أكثر من واجه صعوبة في وصف الألم المرتبط بمشاكلهن.
ألم ، حساسية للمس إضافة لضعف في الأحساس أمور قد تتداخل على المريضة لتدخلها في دوامة من الإحباط.
ربما انت تعتقد أنك تفهم ؛ لكني صدقني لن تعرف تماماً ما يشعر به صديق الألم ، مستحيل !

 

كيف أعرف ذلك ؟
لأني عندما كنت في فترة الذروة مع ألمي عندما تحول لمزمن شعرت بنوع جديد من الألم.
شيء لم أدرسه من قبل ؛ شيء لم أفهمه من قبل ؛ لم أسمع يوماً مريضة تصف لي إحساساً مشابهاً له من قبل !

ربما ليس لأنهن لم يشعرن به من قبل ، ربما لم يجدن الوصف المناسب لوصفه لي لا أكثر !

“كما لو أن هناك نهراً صغيراً يسير داخل كتفي”
غريب و مضحك ؛ أليس كذلك ؟

ربما حتى لو فكرت مريضتي أن تصف لي شعوراً مماثلا لغيرت رأيها لأنها قد تظن بأنني سأراه أمراً تافهاً و لن أخذه على محمل الجدية .
نعم ؛ الحقيقة إنه لأمر وارد أن لا تأخذ شكاوي مثل هذه بشكل جدي.

ما قد يغيب عن البعض بأنه شعور مزعج جداً ،ممتد و ليس له نقطة ثابتة و تصاحبه بعض الأحاسيس المشتتة نوعا ما . ما قد أشعر بأنه شعور أشبه بالماء غيري قد يصادفها حرقان أو كما لو أن هناك نمل يمشي في مكان الشكوى ، من الإحاسيس الغريبة أيضاً هو الشعور كما لو كان هناك غلاف بلاستيكي يغلف اليد بإستمرار !

وصف الألم ليس كما درسناه دائماً ، و مازال هناك الكثير ينتظرنا لنعرفه من خلال التفاعل مع هؤلاء الذين عاشوا أو مازالوا يعيشون تجربة الألم المزمن أو المستمر .

وأخيرًا ، بعد أن قرأت عدة كتب في موضوع الألم وجدت نفسي ألقط طرف الخيط هنا ..!

على سبيل المثال كتاب شرح الألم لد.لومير موسلي و د.ديفيد بتلر وجدته يتحدث بما يشبه هذا الوصف و بعضاً مما يصاحب إحساس الماء المزعج ، كما يصف بعضاً من الأحاسيس الغربية المصاحبة للألم .
شعرت ببعض الأنتماء ، عندما فهمت حقيقة تقلب مزاج الألم شعرت بالطمأنينة بشكل أكبر. و مازلت أطمح لأعرف أكثر لكي أستطيع هذه الفكرة بشكل أوضح لمن يحتاجها .

لكل ألم تجربة خاصة به؛

 

ربما حتى الكلمات قد تعجز عن نقلها لنا أحيانًا.
الألم المستمر أو المزمن لديه مفاجأت قد لا يفهمها الجميع حتى أكبر المختصين؛ المهم أن نتقبل إحتمالية وجود هذه المفاجآت دائماً .
فقط أريد أن أكتب ، أطمئي يا مريضتي العزيزة مهما قلتي لي أنا افهمك و سأصدقك تماماً.

 


 

سلوى حمدي

أخصائية علاج طبيعي


 

غلاف كتاب ” شرح الألم ” 

أخصائي العلاج الطبيعي بين البطالة و تنوع ميادين الحاجة لوجوده

Standard

 

منذ فترة ليست بالبعيدة جدا نشر موقع أفكار العلاج الطبيعي مقالاً يناقش حال خريجي العلاج الطبيعي و الأنعكاس السلبي لوضعه على مجتمعنا الذي هو في أمس الحاجة لوجود مثل هذا التخصص فيه و الأهم تنويع ميداين وجوده

و قد كان قرار إنطلاق حصص التربية البدنية لدى مدراس البنات قراراً نرى من منظور تخصصنا بأنه يحمل الكثير من العوائد الأيجابية على المدى الطويل و القصير مثل /

  • نشر رسالة النشاط البدني على نطاق أوسع
  • إتاحة فرص وظيفية في ساحة وزارة التعليم بعد أن أصبحت شحيحة في نطاق وزارة الصحة

 

مع أدراكنا التام بأن هذه الفرص لا تنحصر فقط في تخصص العلاج الطبيعي بل و تشمل تخصصات أخرى مثل التربية البدنية , التغذية و ما إلى ذلك من تخصصات التي تعمل في إطار فريق واحد يسعى لتحقيق هدف موحد و هو ” النشاط البدني و الحركة لحياة أفضل


شح الوظائف لدى الصحة سبق و نوقش في مقال سابق هنا

و كلنا نعلم بأن الحاجة موجودة و إزيادد أرقام البطالة له أثر سلبي على نطاقات متفرقة نوقشت هنا


 

و لكن فؤجىء أغلب منسوبي تخصص العلاج الطبيعي بالإستبعاد التام في لائحة الوظائف التي قدمت مؤخرا من قبل وزارة التعليم مستهدفة مواد التربية البدنية

حيث بأن أستبعدت الذكر الصريح لتخصص العلاج الطبيعي رغم كونها فرصة ممتازة لإستغلال التخصص في ميدان مهم جدا و هو المدراس .

 اللائحة طلبت مختص في علم الحركة , الميكانيكية الحركية و فيسولوجيا التمارين و كل هذه جوانب يدرسها أخصائي العلاج الطبيعي و مؤهل لأن يغطي مكانها , و تكون دراستها في مرحلة البكالوريالس على شكل مواد تخصصية و يلم خريج العلاج الطبيعي بها بشكل عام يؤهله للخوض في ميداين مختلفة و ليس العيادات فقط. 

بمراجعة وصف مقررات أو الخطة الدراسية لتخصص العلاج الطبيعي نستطيع التأكد من ألمامه بأسياسيات علم الحركة , المكيانيكا الحركية , التمارين , و الأصابات الرياضية و غيرها مما يتضح في النموذج أسفله.

الوصف هنا

عدم الذكر الصريح لأخصائي العلاج الطبيعي هنا يحرمه فرصة التقديم من الأساس رغم أنه درس كل هذه المواد و توجد حاجة ملحة له هنا.

و من جانب أخر بدء حصص التربية البدنية و حصص الرياضة أمور يجب أن تجهز بالشكل الصحيح لأخذها للمسار السليم و وقاية الفئة المستهدفة من التعرض لأصابات أو الحرص على مختص يجيد التعامل مع الأصابات في حال وقعت و هنا أنا اقصد أخصائي العلاج الطبيعي الذي درس إصابات الملاعب كجزء أساسي من منهجه و يحضر كورسات تعليمية مستمرة فيها.

أصابات الملاعب موجودة لدى المحترفين و مهما حاولنا منعنا فواقعيا التقليل منها ممكن لكن المنع النهائي بنسبة 100% مستحيل و وجود عيادات مجهزة في المدراس مطلب و لعله مطلب قديم يختص بضرورة وجود تخصصات مختلفة و ليس العلاج الطبيعي فقط .

كلنا نعلم بأن المدراس و حتى في أعمار مختلفة نجد مصابي السكر و الضغط و بعض الأمراض التي تحتاح مراقبة و بعض المعلمات/المعلمين يجدوا انفسهم في مواقف صعبة بسبب عدم وجود مختص سواء طبيب , مممرضة , أخصائي .. ألخ.

و كون الطفل أو المراهق مصاب بمرض مزمن لا يعني أستبعداه المطلق من ممارسة الرياضة بل و بالعكس الأبحاث اُثبتت و بقوة الأثر الأيجابيي للرياضة و النشاط على الحالات المزمنة و هذا يعني بأن الأصح بأن توفر له بيئة ليمارس نمط حياة صحي في المدرسة تحت الأشراف المناسب من قبل الفريق التعليمي و الفريق الطبي الذي نأمل بأن نرى مثله في كل مدرسة في المستقبل القريب . و العلاج الطبيعي مفيد جداً هنا لمساعدة هؤلاء على الدخول في الجو الرياضي بشكل أمن جداً و يؤهله هنا أيضا قدرته على الفحص و تقييم الحالات و تحديد مستوى النشاط البدني المناسب لكل فرد و بكل تأكيد أتخاذ القرار و التعديل في الخطة وفق ما يناسبه و تطور مستواه أو العوائق المحيطة به.

و أخيراً , قرار حصص التربية البدنية للبنات لن يحدث فرقاً إذا لم ينفذ في جو مناسب لتحقيق أهدافه و لعل كلامي يشمل كلا الجنسين , العلاج الطبيعي كغيره من التخصصات يمكن ان نراه في العيادات , النوداي الرياضية و المدراس يؤدي دوراً فعالاً في النهوض بثقافة النشاط البدني في السعودية.


و لمزيد من التفاصيل عن دور أخصائي العلاج الطيعي يمكنكم تحميل كتيبنا التعريفي بالتخصص من ماهو العلاج الطبيعي


سلوى حمدي

أخصائية علاج طبيعي

هذا المريض صعب , إليك أمور تأخذك لعقل المريض صعب التغيير بشكل أكبر ؟!

Standard

 

يركز تخصص العلاج الطبيعي على تغيير نمط حياة الناس نحو الأفضل لصحتهم و هذا يتضمن توجيه المريض لتغيير عادات معينة أو اكتساب عادات تناسب التغيير الذي قد يطرأ على حياتهم بسبب أصابة أو مرض ما.

و لكن من أكبر الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها ممارس العلاج الطبيعي أمور مثل :

  • الأعتقاد بأن التغيير عملية سهلة
  • الأعتقاد أنه لمجرد معرفة المريض بأن عادة ما هي عادة خاطئة فأن هذا يكفي لتغييرها
  • أعطاء النصائح بشكل أوامر صارمة مما يؤثر على نسبة تقبل المريض لها و هو مايسمى بـ righting reaction) أي أن النفس البشرية تعتاد أن تتجاهل النصائح التي بشكل أوامر جتى لو كانت صحيحة.
  • عدم أخذ وجهة نظر المريض حول الأمور التي يرغب في تغييرها.
  • تجاهل مناقشة العوائق التي تقف في وجهه تغيير المريض مما يعني بأنه لن يتم وضع حلول مناسبة لها
  • وضع حلول عامة جداً أو غير واقعية لا تتناسب مع ظروف المريض أو العوامل المحيطة به.

Continue reading

#خريجي_العلاج_الطبيعي ، جوانب أخرى لابد من التطرق لها!

Standard

أخصائية علاج طبيعي – هذا هو عملي و هذا هو المسمى الوظيفي له ، سعدت جدا بتخرجي منه كما سعد غيري و ربما كنت أسعد عندما قدر الله أن أعمل في مستشفى فرعي في قريتي بين أهلي و بالقرب من منزلي -معجزة- .
و كالعادة مثل الجميع أثناء فترة الإمتياز لم أعتد على العمل وحدي و لكن عندما توظفت وجدت نفسي أعمل وحيدة في هذا القسم الصغير .
عندما أتأمل الموضوع دائماً ، أجد بأن كوني الموظفة الوحيدة لم يكن يوماً بسبب قلة الأخصائيات المتخرجات في المنطقة القريبة مني ، بل أنني شخصياً أشرفت على تدريب عدد منهن و لكن حالهن مثل البقية و هو أن مصيرهن بعد التخرج كان الإنتظار لا أكثر .
ربما المؤسف هو بأن عدداً من أبناء منطقتي حصلوا على وظائف خارج المنطقة رغم حاجتنا لهم .
و هانحن نرى أيضاً الأقسام التي تعمل فيها ما يقارب 10 موظفات و أكثر تستقطب نصيب التوظيف أكثر من تلك التي لا يوجد فيها سوى موظفة واحدة أو اثنتان.


تخبط وزارة الصحة و جهات التوظيف أنعكس سلباً على فئات عدة و منها :
Continue reading