فهم العوامل المؤثرة على الألم في بيئات العمل المكتبي

Standard

ترتبط بيئات الأعمال المكتبية بعدد من ألالام الجهاز العظمي العضلي و التي قد تترواح مابين ألم حاد أو مزمن. من أشهر هذه المشاكل مشاكل الرقبة , الكتف , الذراعين و مشاكل أسفل الظهر. و للمساهمة في التحكم أو الوقاية من هذه المشاكل يجب أن نعزز أهمية فهم العوامل المساهمة في ظهورها بشكل عام. الكثير من المفاهميم المغلوطة منتشرة حول هذا الموضوع و سنحاول مناقشة بعض منها هنا.


سلوى حمديأخصائية علاج طبيعي


بداية , هل تهتم بالطريقة التي تقضي بها وقتك أثناء العمل؟ هل تركز على طريقة جلوسك على مكتبك حرصاً على سلامتك؟ هذا جيد حقيقة , و لكـن ..

ما رأيك أن أعلمك عدة خدع أخرى ستساعدك على تقليل فرص التعرض لألأم الرقبة و الظهر ؟


بداية دعونا نراجع مفهوم ” القوام الصحيح ” مقابل ” القوام السيئ ” ؟

منتشر الأعتقادات الشائعة التي تدعو للجلوس لشكل مستقيم و مثالي , إضافة لربطها الجلوس بشكل خأطىء ببعض المبالغات المخيفة التي تدعي أن القوام هو المسبب الأول لبعض المشاكل الخطيرة في العمود الفقري , ليس أن الأمر بأن لا علاقة نهائية بين الجلوس الخاطىء و نسبة التعرض للألم و لكن المشكلة في المبالغه و التركيز على هذه النقطة وحدها مما أدى لتجاهل عوامل قد تلعب دوراً مهماً في حمايتنا من التعرض للألم , لنطرح بعض الأسئلة كبداية..

فكـر معي ..

هل الجلوس بظهر مستقيم أو قوام مثالي و لكن لوقت أطول صحي أيضاً؟

ماهي العوامل الاخرى المجهولة هنا ؟

هل يوجد أثر سلبي للتركيز على عامل واحد فقط فيما يخص التعامل مع مشاكل القوام ؟

هل يكفي التركيز على عامل واحد فقط لتقليل مشاكل العمل المكتبي ؟


شائعة

التركيز على عامل واحد يكفي للحد من أصابات العمل المكتبي أو تقليل فرصها.

الحقيقة العلمية”

نادراً ما يرتبط ظهور الألم بعامل واحد , و لهذا يجب التحكم بعدة أمور لتقليل فرص الأصابة قدر الأمكان و هنا يمكنك أن تسأل نفسك عدة أسئلة منها:

  • هل أنت نشط بشكل عام ؟ هل تمارس تمارينك بشكل مناسب ؟
  • هل تأخذ كفايتك من النوم ؟
  • هل تقسم فترات عملك ؟
  • هل تتحرك من وقت لأخر أثناء العمل ؟
  • هل أنت تحت ضغط كبير و لا تشعر بالرضا عن عملك أو مديرك ؟
  • هل تجيد التعامل مع الضغط النفسي و القلق بشكل عام؟
  • هل كرسيك و مكتبك مرتب بشكل يسهل الوصول للأشياء بدون أخذ وضعيات غير مريحة لفترات طويلة؟
  • هل مارست عملاً وضع مجهوداً مفأجئاً على جسدك مؤخراً ؟
  • هل أنت منعزل أم أجتماعي ؟
  • هواياتك خارج العمل؟
  • هل تعاني من أمراض مزمنة مرتبطة بالألأم الجهاز العضلي العظمي -مثل الروماتيزوم-؟

 

 ” القوام ليس كل شيئ “

لماذا لا يتعلق الأمر بالطريقة التي تجلس بها فقط ؟ لأن ظهور الألم لا يعتمد على عامل واحد فقط و أنما هو ظاهرة متعددة الأبعاد-جسديا , نفسيا و اجتماعياً – كلما زاد فهمها زادت فرصة الوقاية منه و التحكم به. إقرأ أيضاً : الألم , رسائل لا تصل !


النشاط العام و التمارين

   نمط حياتك خارج العمل يؤثر و بشكل أخر على نسبة تعرضك للألم و قدرة تحملك لضغطه في العمل. تختلف نسبة التعرض للألم وفقاً لمدى نشاطك بشكل عام. نمط الحياة المعتمد على الخمول و الجلوس لفترات طويلة مرتبط سلباً بقلة اللياقة البدنية , سرعة الأجهاد و ضعف قدرة التحمل.

 


هل تنام جيداً ؟؟

الإجهاد الناتج عن قلة النوم يعتبر من أكبر عوائق النجاح في الحفاظ على بيئة عمل صحية و نشيطة. حيث أثبتت العديد من الدراسات بأن حساسية الألم أكبر لدى من يعانون من مشاكل في تنظيم نومهم إضافة لدور الأرق في أضعاف القدرة على التعامل مع متطلبات و ضغوط العمل – إقرأ أيضاً : النوم و حساسية الألم


شائعة –

الوقوف أثناء العمل على المكتب يقلل نسبة الألم -كما انتشر في استخدام المكتب الدعم للوقوف Standing disk –

الحقيقة العلمية –

الوقوف لفترات طويلة لا يقل جهداً عن الجلوس لفترات طويلة بل قد ترتب عليه مشاكل صحية سلبية, و لكن عدة دراسات أيدت أدخال الوقوف لفترات قصيرة مؤقتة و دورها في تقليل فترات الجلوس.

 


شائعة –

الجلوس بشكل مستقيم لفترات طويلة له ميزات في تقليل نسبة التعرض للألم.

الحقيقة العلمية _

حل المشكلة لا يتعلق بأستقامة الظهر بل بالوقت الذي تقضيه في العمل مهما كانت وضعيتك , لهذا يفضل أخذ فاصل حركي كل نصف ساعة لتقليل فرص ظهور الألم. إضافة للتحكم بعوامل الصحة العامة ككل. كما أن التركيز المفرط على ابقاء الظهر مستقيماً قد يرتبط برسائل مخيفة أو سلبية تدخل الظهر في وضع تشنج عضلي دون أن تشعر – الأسترخاء من وقت لأخر مهم جداً-


شائعة _

وجود تحدب أو بعض الأنحناءات في الرقبة أو شكل العمود الفقري متنبئ قوي للتعرض للألم .

الحقيقة العلمية _

يربط الناس شكل العمود الفقري بالألم و الحقيقة أن عدد كبير من الناس قد يعيش بتغيرات معقولة لا تؤثر عليه أو لا يمكن أن تؤثر وحدها بل يجب أن تجتمع عدة عوامل:جسدية, نفسية و اجتماعية قبل الوصول لمرحلة الشعور بالألم.


شائعه

الكرسي المثالي أساسي لتخفيف نسبة التعرض للألم

الحقيقة العلمية _

لا يعتمد الأمر كلياً على كرسي بمواصفات مثالية بقدر الإهتمام بكافة العوامل المؤدية للتعرض للألم. أقتني كرسي مريح يسهل لك الوصول للأشياء و اداء مهامك و لكن لا تنس النهوض و أخذ دقائق حركية أو تمارين كفواصل بين ساعات العمل الطويلة.


انعكاس الحالة النفسية على شكل القوام:

عدة دراسات أثبتت أنعكاس الحالة النفسية على القوام حيث يميل المصاب بالأكتئاب للتحدب و السير برأسه للأسفل , لكن من جهة أخرى ذكرت دراسة أخرى بأن محاولة السير بقوام مستقيم أو رفع الرأس لدى المكئتب قد تحسن مزاجه بشكل عام و العكس صحيح.


تداخل الأمراض الأخرى :

بعض أمراض الجهاز المناعي أو الروماتيزوم قد تساهم في سرعة الوصول لمرحلة الألم اثناء العمل , و هو ما قد يلقي له الشخص بالاً , حيث أن ان عدد كبير منها مرتبط بألم المفاصل , تنمل الأطراف و الأجهاد السريع خصوصاً في حالة عدم التحكم بها , لهذا أخذها بالحسبان يساهم في التحكم بهذه الأعراض و التعامل معها.


بعض ضغوط العمل التي قد تزيد نسبة ظهور الألم لدى الموظفين ؟

  • الخوف من فقدان الوظيفة أو استبداله بموظف أو ألة تؤدي مهامه.
  • زيادة ضغط العمل المستمرة إستعجال النتائج مع قلة الوقت و ضعف التقدير
  • العمل الروتيني بدون القدرة على المساهمه في اتخاذ القرارت المهمة.
  • تعدد المهام بدون مقاييس أو معايير تضمن حق الموظف.
  • المشاكل مع زملاء العمل , الأدارة أو المدير المباشر.

أفكار حركية :

  • لا تهمل وقت الراحة المخصص لك و استغله في المشي هنا و هناك
  • انهض و حضر لنفسك فنجان قهوة في منتصف العمل
  • عندما تحتاج اوراق من مكتب زميلك انهض بنفسك و احضرها
  • تحدث مع زميلك عندما تشعر بأن دماغك قد ينفجر من شدة ضغط العمل عليك.
  • لا تنس ان تتعلم بعض التمارين البسيطة لتطبقها في فترات راحة عملك -اطبع الصور القادمة- :

 

 


تنبيهات :

قد تستغرق في العمل و تنسى بأن تنهض للحركة من وقت لأخر, لذا ما رأيك في الإقتراحات التالية لتذكيرك بها:

  • بطاقات تذكيرية أمامك على مكتبك
  • منبه الجوال

– اقتراحات بديهية لكن لأ بأس بالتذكير بها بشكل دائما 🙂 –



مراجع :

One thought on “فهم العوامل المؤثرة على الألم في بيئات العمل المكتبي

اترك رد