معايير الفحص المبكر للسرطان ؛ ” سرطان الثدي نموذجاً “

Standard

ترجمة و صياغة : بيان يوسف


مع كثرة الدعوات التي تقوم بها الجمعيات والجهات المهتمّة بالصحة عن الفحص المبكر لسرطان الثدي وجب الإلتفات لتقنينها و وزن فوائدها مقال سلبياتها قبل كل شيئ؛
ومن ثم القيام بفحص المعايير الأساسية لقيمة اختبارات الفحوصات بشكل عام و التي أعدّت بواسطة منظمة الصحة العالمية حيث ينبغي لكل مُقبل على أي فحوصات مبكرة للسرطان بمعرفة المعلومات المتوازنة والكافية عن العواقب والمخاطر مقابل الفوائد الناتجة عنه و تنص هذه المعايير على التالي:

  1. أهمية الحالة التي سيتم فحصها من حيث مدى خطورة تأثيرها على الفرد و كمية العدد المتأثر منها في المجتمع.
  2. وجود المراحل المبكرة أو العلامات الدالة على الحالة المعترف بها.
  3. وجود علاج مقبول وفعّال، فبالتالي يستطيع الفحص تغيير نتيجة الحالة للأفضل.
  4. التغيرات السلبية جسديًا و نفسياً و الناتجة عن الفحص أقل من الفوائد الممكنة.
  5. المعلومات المقدمة للأشخاص المؤهلين لبرنامج الفحص غير متحيزة، و قائمة على أدلة موثوقة و واضحة عن الأضرار والفوائد الناتجة.
  6. وجود الأماكن الكافية و المؤهلة لفحص وعلاج الحالة. 
  7. وجود أختبار فعال ذو مصداقية عالية و مقبول للحالة المراد أختبارها و الفئة المقبلة على الأختبار.
  8. برنامج الفحص و الأختبار يجب ان يكون ذو جودة عالية و تكلفة مناسبة بالنسبة للمكان المقام فيه.

أما بالحديث عن الفحص المبكر لسرطان الثدي بشكل خاص و المنتشر لدى جنس النساء بشكل أكبر
فينبغي لكل امرأة أن تكون على علاقة معرفية بالفوائد , القيود و الأضرار المرتبطة بهذا الفحص أيضًا وتتواتر الأهمية في حصولهن على الفحص حسب الفئة العمرية و هي بشكل عام كالتالي :

  • -النساء من عمر ٤٠ إلى ٤٤ سنة : تسقط عنهم ضرورة الفحص لتصبح قرارًا فرديًا.
  • -النساء من عمر ٤٥ إلى ٥٤: يحصلن على الفحص مرة واحدة في كل سنة.
  • -النساء من عمر ٥٥ فأكبر :يحصلن على الفحص مرة واحدة في كل سنتين.

وذلك لا يغني عن ضرورة إدراكهن للمظهر والشعور المعتاد والصحي للثدي
حتى يتم ملاحظة حدوث أي تغيير وأخذه بعين الإعتبار.


على ذكر ذلك وبالحديث بشكل مفصل أكثر عن هذا الفحص نعود بالذاكرة للوراء حيث؛ في السنوات الماضية وبعكس ما تدعوا إليه الحملات وما تسوّق له بعض الجهات الأعلانية و الأطباء عن الفحص المبكر لسرطان
الثدي بواسطة جهاز الماموجرام و هو نوع من أنواع الأشعة السينية التصويرية للكشف عن الأورام في الثدي


فقد قام فريق الخدمات الوقائية الأمريكي USPSTF بالتوصل إلى أدلة حديثة حول أضرار الفحص بجهاز الماموجرام
تم على إثرها مراجعة توصياتهم بالفحص -السنوي- ليصبح بدًلا من ذلك مرة واحدة فقط كل سنتين للنساء المتراوح أعمارهم مابين ٥٠ إلى ٧٤ عام، كما تمت التوصية ضد الفحص الروتيني للنساء مابين ٤٠ إلى ٤٩ عامًا وهذا ما أثار ضجة و لغطًا كبيرًا في ذلك الحين إلا أن هذه التوصيات تكررت في عام ٢٠١٦ وانضم إليها لاحقًا العديد من المنظمات من بينهم جمعية السرطان الأمريكية و على الرغم من ذلك فقد كان التغيير في الاستجابة طفيفًا
حيث استمرت التوصيات للفحص عالية في جميع فئات أعمار المرضى بسبب رفض الأطباء فكرة أن أضرار فحص الثدي بالأشعة للنساء الأصغر سنًا تفوق فوائده وهذا مايفعله المرضى أيضًا في تقديرهم لفوائد الفحص بجهاز الماموجرام في الوقاية من وفيات سرطان الثدي.

و على الرغم من عدم إنكار الخبراء دور التصوير الإشعاعي الذي أرتبط بتقليل الخطر النسبي من وفيات سرطان الثدي بنسبة ١٩ ٪؜ وهو ما يختلف تبعًا لاختلاف أعمارهن ليصبح كالتالي:
– ٨ ٪؜ للنساء المتراوح أعمارهن مابين ٣٩ إلى ٤٩ عامًا
– ٣٣ ٪؜ للنساء المتراوح أعمارهن مابين ٦٠ إلى ٦٩ عامًا


إلا أنه ليس من الممكن أن يكون السبب المعياري الوحيد لهذا الفحص هو منع الوفيات خاصة أنه يعد منعًا صغيرًا إشارة إلى نسبته لذا فإن وجود فوائد لهذه الفحوص إلى جانب أضرار لا يجب أن يكون مبرر اً لحث النساء البالغات ما بين 40 و 49 سنة للخضوع لها و هذا ما يجعلنا نعاود النظر من جديد إلى أضرار هذا الفحص
حيث تم تسجيل معدلات عالية للنتائج الإيجابية الخاطئة إضافة إلى الخزعات التي تم إجرائها مع عدم ضرورة القيام بها و أما المشكلة الأكبر فهي ما يطلق عليه “ over diagnosis’s – 
و “هي تشخيص الأورام التي لن ينجم عنها أعراض و لن تشكل خطرًا على حياة المرأة”

و للأسف فهذا ما وقع فيه ١٩ ٪؜ من المشخصين بسرطان الثدي مما أدى إلى تعريضهم للعلاج القوي و الغير ضروري الذي نتج من خلاله تعرضهن للألم و التكلفة و الآثار الدائمة للجراحة والإشعاع والعلاج بالهرمونات أو العلاج الكيميائي
بناءً على ذلك؛ فقد اوصت جمعية السرطان الأمريكية و الفريق الوقائي USPSTF بـ:

  •  أن يقوم الأطباء بتخصيص و دراسة القرارت المتعلقة بفحص سرطان الثدي حسب اختلاف خطر عوامل إصابة المرأة بدًلا من التوصية العامة لجميع النساء من جميع الأعمار
  • إشراك المرضى في اتخاذ القرار بدلًا من أن يقوم بها الطبيب بشكل فردي
  • يتم تزويد الأطباء بالتاريخ العائلي حيث يوصى للنساء اللاتي لم يسبق لهن ولا لأحد أفراد أسرهن بالإصابة بالمرض ولا تبدو عليهن أي أعراض أن يتجنبن الخضوع لفحوص التصوير بالرنين المغناطيسي إلا عند الضرورة
  • البدائل و الأدوات المعتمدة التي تستخدم في تقييم وجود مخاطر منخفضة أو متوسطة لتطور السرطان في السنوات الخمس القادمة

وعلى الرغم من عدم القدرة على التنبأ بخطورة السرطان بشكل كامل من خلال هذه الأدوات إلا أنها تعد الأفضل لتحديد المرضى المعرضين للخطر بشكل أكبر والذين لديهم فائدة أكبر من فحص الماموجرام.


المراجع :

اترك رد