لماذا قد يتجه الممارس الصحي لتبني العلوم الزائفة؟

Standard

لا أحد منزه من الوقوع في فخ تصديق العلوم الزائفة او الترويج لها , ولكن الأمر يزداد سوءًا عندما يكون مصدر هذا الترويج ممارس صحي مؤتمن على حياة الناس.

نعرض لكم هنا عدة تفسيرات محتملة تجيب على سؤال لماذا قد يتجه الممارس الصحي لتبني العلوم الزائفة؟

والأسوأ لماذا قد يصبح مخادعا؟ :

ترجمة بتصرف: سلوى حمدي

مراجعة: نوره عبد الرزاق

العلوم الزائفة

الملل:

هؤلاء الغارقون في الممارسة بشكل متكرر بدون تحديث ,او ربما استيعاب كامل لفرص التجديد فيها قد يجدون في أفكار العلوم الزائفة بعض الأثارة. إثارة الجدل بدون تحقق من الخلفية العلمية او نقد المعلومة بشكل منهجي قبل تقديمها.


 Low professional esteem.  |.  ضعف الثقة بالتخصص الذي ينتمي له:

أولئك الذين لا يشعرون بأهمية تخصصهم او يعتقدون أن تخصصهم أقل قيمة من غيره-عادةً هذا ناجم عن سوء فهم الشخص لتخصصه-يميلون لمحاولة اثبات انه أفضل حتى من الأطباء -خاصة التخصصات الاخرى -غير أطباء-عن طريق ادخال خزعبلات ومبالغات تظهرهم مميزين عنهم ويستطيعون معالجة كل الامراض.

مثال: ممارس الطب التقويمي الذي يعتقد بأن منشأ كل الأمراض هو خلل في العمود الفقري وبالتالي حل كل الأمراض عنده. حيث يتجاوز صلاحياته ويدعي ان امراض خطيرة يمكن علاجها بمجرد تعديل العمود الفقري يدويًا. وللأسف قد يحرض مرضاه على ترك علاجات مهمة والاعتماد عليه.

وبكل تأكيد الأطباء أنفسهم قد يقع أحدهم في خطأ تجاوز صلاحيات تخصصه بشكل يتناسب مع تحقيق مصالح شخصية. فقد يحاول طبيب عام تصويره نفسه وبشكل مظلل كصاحب الحل المثالي لعلاج السرطان. وانه أفضل من المتخصص الذي تدرب خصيصا لمثل هذه الحالات. المشاهير والممثلين قد يقعون في هذا الفخ أيضا.


الميل لتصديق خوارق ما وراء الطبيعية:

هذه الميول قد تظهر من معتقدات دينية او مجتمعية تصدق بأن الامراض قد تنشأ بسبب قوى خارقة للطبيعية، وعادة لا يُؤْمِن بالعلم حتى لو كان ممارس صحي.

بالعكس يحرض ضد العلم ويكرهون فكرة الاستناد على منهج واضح في الربط والاستنتاج كما يحدث في العلم.  أصحاب هذه المعتقدات يميلون للاعتماد على تجارب شخصية غير محكمة، ويفضلون الاعتماد على الحدس عوضا عن المنطق.


نظرية المؤامرة

المنتمي لهذه الجماعة يُؤْمِن بأن كل شيء في العلم والطب تتحكم به الحكومة, وان الحكومات تملك حلول الامراض الخطيرة لكنها تخفيها عمداً وتظلل كل الأبحاث لأهداف مادية بحتة.

فتجده يحرض ضد ممارسات الطب الحديث باستخدام هذه القصص-التي تؤثر فعلاً على قرار المريض-.  

الملفت ان قدرتهم على تحديد متهم معين مستحيلة دائما ويعتمدون على خلق عدو وهمي غامض ورمي كل التهم عليه لزرع الخوف والشك في الناس. حيث ان خوف الناس من العدو الوهمي يسهل عليهم استغلالهم ماديًا وبيعهم منتجاتهم التي تعرض كمنقذ غالبًا.


صدمة الواقع

تعامل الممارس الصحي مع بعض الحالات المستعصية او المصابين بأمراض خطيرة حيث يقف الطب عاجزًا قد يؤثر عليهم ويتطلب الأمر تأقلم عقلي ونفسي للتعامل مع هذه المواقف.

ليس الجميع ينجح هنا للأسف،

التحقيقات في عيادات تجار الوهم التي تستهدف مرضى السرطان وجدت ان من يعمل فيها من ممارسين صحيين ممن شعروا بخيبة الأمل عند التعامل مع الواقع المر لحدود الطب في التعامل مع السرطان.

وعلى الجانب الاخر ضعف استيعاب حدود وامكانيات الطب ليست عذرا لوضع المرضى في مواقف مؤلمة وخداعهم بعلاجات وأمل زائف.

باختصار، تعرضهم السابق لموقف او صدمه لم ينجح فيها الطب الحديث في المساعدة، ولعدم استيعابهم لحدود العلم يتحول الفرد منهم لعدو مباشر له ،و لا يؤمن بالوسطية هنا.


فرض قناعات شخصية

غالبا متأثراً ببيئة، مجتمعه وثقافته وبسبب ضعف مهارات التحليل الناقد يسمح لتحيزاته الخاصة ان تؤثر على القرارات التي يتخذها، رغم كون هذه الشيء قد يضر بممارساته ومرضاه.


دوافع تجارية

تجارة الوهم مربحة جدًا، ولا احد يستطيع انكار دور الأهداف المادية في تبني علوم زائفة و فرض علاجات مكلفة على المريض دون الحاجة لها. الدافع المادي قد يهزم القدرة على احكام الأخلاقيات الطبية.


عيش دور البطل الخارق

عدد من الممارسين يهتم بتمجيد صورته انه اساس تحسن مرضاه, و كل الفضل له حتى لو كذب عليهم و استهلك مورداهم بدون داعٍ.


المرجع :

Why Health Professionals Become Quacks | Quackwatch


إقرأ أيضا :

كيف يمكن أن نُعرف “الخداع” عندما يتعلق الأمر بصحتنا ؟ | PTideas

لماذا نحتاج أن نتبنى الطب المبني على فهم العلم ؟ | PTideas

تمييز العلم عن العلم الزائف | PTideas