ما لفرق الذي قد يحدثه إيصال مشاعر التضامن لشخص يعاني مع الألم مزمن؟

Standard

‎‏بداية للألم المزمن وقع نفسي شديد على صاحبه خاصة عندما يعيق ممارسة الشخص لنشاطات حياته بأريحية ، عدد منهم غالباً ما يعانون من احباط و مشاعر سلبية. 

 ومما لا يمكن انكاره دور التواصل الفعال والطريقة التي يتجاوب بها الناس (شريك ،ممارس صحي..الخ) مع تجارب المصاب بالألم والمشاعر المرتبطة بها لها دور كبير في تطور تجربة المصاب. 

سلوى حمدي

أخصائية علاج طبيعي – مهتمة بتأهيل الألم المزمن


هل أنا أتوهم ؟ 

الألم المزمن 

منتشر جداً شعور مرضى الألم المزمن بأن لا احد يصدق معاناتهم خاصة عندما تكون الأشعة او الفحوصات سليمة – نظراً لطبيعية هذا النوع من الألم حيث انه لا يرتبط بسبب خلل جسدي عادة و إنما حساسية مفرطة في الجهاز العصبي لا تصورها الأشعة و لا تظهرها التحاليل.‏ هذا المشاعر عادة ما تؤدي لزيادة الضغط النفسي بشكل سلبي على المصاب.  

للمزيد : الألم ،رسائل لا تصل! 


ماذا نعني عندما نتحدث عن تصديق تجربة الألم المزمن ؟ 

يعني ان يكون للمستمع قدرة على إيصال مشاعر التضامن مع حديث شخص ما عن ألم حتى لو لم يتفق تماما مع بعض ما يقوله. على سبيل المثال: عندما نستجيب لشخص ما يعيش مع الألم المزمن ،فأن التضامن معه يعني الإقرار بتفهم مشاعره وأفكاره عن ألمه مع الحرص على عدم تحفيز أو تشجيع أي تكيف سلبي محتمل لديه.  

هذا المستمع قد يشمل : 

  • -ممارس صحي. 
  • -أفراد العائلة و -لعل شريك الحياة له تأثير اكبر من غيره-.   
  • -الأصدقاء ومحيط العمل المحيط بالشخص. 

ارتبط التضامن مع شكوى المصاب بنتائج إيجابية اكثر ، تحسن في نفسيته و تحسين نظرته للأمور بشكل إيجابي او ربما مستقل اكثر ؛ خاصة اذا كان هذا التضامن من شريك الحياة.‏ 


تزيد قيمة هذا التضامن اذا ما تبع -من قبل ممارس صحي– بنصائح او تدخلات علاجية مناسبة و نشطة تحفز التعامل و التحكم بالألم. ومن الأبحاث ما اظهر بأن التضامن الإيجابي ارتبط بالالتزام بالخطة العلاجية بشكل افضل لدى الفرد الذي بشعر انه تم تفهمه تجربته مقابل الفرد الذي يشعر بعدم التقدير. 

كما تنصح الأبحاث بأن يتدرب أو يتم تعليم أفراد الاسرة المحيطين بهذا الفرد كيف يتم إيصال هذه المشاعر له بشكل جيد عندما يتواصل معهم بخصوص ألمه.‏ 

من الأبحاث ما ذهب لأن التضامن المفرط المتمركز حول اظهار الشفقة، الحماية المفرطة و الغير متبوع بتدخل مناسب بتوقيت مناسب ،قد يزيد الحالة سوءا و يعزز اتكال المصاب على الآخرين و يضعف قدرته على التحكم بألمه و نشاطات حياته.‏  

و من هنا زدات أهمية فهم أفراد الاسرة للطريقة الأمثل للتواصل مع المصاب و تعزيز استقلاليته. 

التضامن له اثر إيجابي كبير جداً لم يعطى حقه و لعلها مهارة يجب ان يتم التركيز بشكل اكبر عليها عند التواصل مع المريض.  


تجربة علمية : 

عدة دراسات درست تأثير التضامن أو ردة الفعل المتمركزة حول إشعار الطرف الآخر بتفهم تجربته مع الألم.

و لعلنا نذكر احدها هنا,  في هذه التجربة تم إعداد مقابلة تتعلق بآلام الظهر مع ٢٨ ممرضة. خلال المقابلة تم التلاعب بردود لفظية وغير لفظية تمثل التضامن وعدم التضامن مع المشاركين. 

ردات الفعل التي استخدمت مع مجموعة التضامن شملت :

الأصغاء الفعال ،استخدام لغة تواصل جسدية تظهر الاهتمام مثل إبقاء النظر مركز على المشارك و الأيحاء بالموافقة والابتسام في الوقت المناسب)  و استخدام ردود لفظية مثل : “لابد ان تعاني كثيرًا مع الألم” 

بخلاف المجموعة الثانية ،حيث اظهر مقدمو المقابلة رد فعل تتضمن لغة جسد تظهر عدم الأصغاء مثل:

التركيز على الورق عوضا عن المشارك. وتغيير الموضوع فجاءه او تجاهل المداخلات اللتي تتضمن التعبير عن الأحاسيس. واستخدام ردود لفظية مبهمة مثل “هممممم كلامك غريب” او “اول مره اسمع مثل شكواك” 

المشاركين الذين تم وضعهم في قائمة التضامن الإيجابي معهم. ردة فعلهم أبدت إحباط اقل وغضب أقل. مقارنة بالأخرين الذين تلقوا ردة فعل غير متضامنة مع تجربتهم حيث لوحظ لديهم زيادة في الإحباط والغضب. 

المشاركين في مجموعة التضامن ابدوا رضا أفضل مع المقابلة مقارنة بالمجموعة الأخرى. 


مستويات التضامن: 

  

يوجد عدة مستويات للتضامن مع الفرد ،تبدأ من التواصل الغير لفظي البسيط وتنتهي بأعلى صور التضامن وهو معاملة الفرد بشخصه و اشعاره بأنه تجربته مهمة وان كل جزء منها يجب ان يؤخذ بالحسبان وهذه المستويات هي: 

  • الإصغاء وإظهار الاهتمام : 
  • تواصل غير لفظي 
  • أعادة ما فهمته من المتحدث للتوضيح بأنك فهمت رسالته  
  • – المتحدث : مقارنة بالبارح ,الألم أقوى اليوم !
  • – المتلقي :يعني ألمك أسوأ اليوم؟

  • ضع نفسك مكانه وصف ما استنتجته من حديثه بشكل غير مباشر 
  • – المتحدث : ماني قادرة أكمل شيء ,ألمي يزيد كلما حاولت أسوي شيء !
  • -المتلقي : يبدو لي أنك محبطة أو زعلانه.
  • توضيح تفهمك لتجربة المتحدث الماضية؛ وتصديق رسالة المتحدث حتى مع عدم الاتفاق  
  • -المتحدث : أبغى أدوية ومسكنات أكثر لهذا الألم !
  • -المتلقي : أتفهم رغبتك في مسكنات أكثر ,بما أنها سبق وساعدتك بالماضي.

  • التفهم للمشاعر والأفكار اللحظية 
  • -المتحدث : ماني قادرة أستمر في شغل البيت هذا.
  • -المتلقي : طبيعي وما ألوم رغبتك في الراحة. أكيد صعب عليك تحاولي تكملي هذا الشغل لما يتهيج ألمك.
  • عامل الفرد بشخصه لا بمرضه, أعطه قيمته كفرد 
  • -المتحدث : احس هذا الألم مقلقني ليش زايد علي هاليومين ؟
  • -المتلقي : طبيعي تهيج الألم يخليك تحسي كذا ، أي شخص بيحس كذا لو كان مكانك.


المراجع: 

Edmond SN, Keefe FJ. Validating pain communication: current state of the science. Pain. 2015;156(2):215-219. doi:10.1097/01.j.pain.0000460301.18207.c2

Linton, S., Boersma, K., Vangronsveld, K. and Fruzzetti, A. (2012), Painfully reassuring? The effects of validation on emotions and adherence in a pain test. EJP, 16: 592-599. doi:10.1016/j.ejpain.2011.07.011

Vangronsveld KLH, Linton SJ. The effect of validating and invalidating communication on satisfaction, pain and affect in nurses suffering from low back pain during a semi-structured interview. European Journal of Pain. 2011 in press.

اترك رد