Quackery – دجَل , خداع : كلمة مشتقة من quacksalver دجال أو مخادع , يمكن تعريف المخادع أو الدجال هنا أنه “ الشخص الذي يتظاهر بإمتلاك مهارة طبية أو من يتحدث في موضوع ما بدون معرفة سليمة لأسس هذا الموضوع“و من التعريف قد يتضح هنا أن تعمد الخداع وارد , لكن يحدث بأن عدد كبير من مروجي الخداع أو علوم زائفة قد يعتقدون حقًا بأن معرفتهم صحيحة و مفيدة للناس.
تعريف هيئة الدواء و الغذاء للإحتيال الصحي – health fraud – بأنه :
“الترويج -لمنفعة أو لربح- لعلاج طبي عرف عنه أنه خاطىء أو غير مثبت علميًا“
قد يبدو هذا التعريف مثير للحيرة لربطه كلمة الأحتيال بالخداع المتعمد دائمًا. الصفة المشتركة في الخداع هي الترويج -لشيئ ما- أكثر من صفة التظليل أو الجشع.
لماذا عدم الإلمام بطرق وصف “التمارين” بما يتناسب مع حاله المريض و الألم المزمن بشكل خاص يعد عائق تحسن كبير؟! ماذا عن التحكم بنوبات التهيج على المدى البعيد ؟
إعداد : سلوى حمدي
مراجعةلغوية : نوره عبدالرزاق
مرضى الألم المزمن لديهم مشاكل في تحديد أهدافهم خاصة مع تداخل افكار الخوف من الحركة و الإحباط بسبب فقدان جزء من نشاطهم . فعندما يحاول المريض ان يصبح “نشطاً” ثم يبدأ التمارين بشكل مكثف فإنه يهيج الألم وغالباً ينتكس نفسياً و جسدياً بسبب ذلك و هذا يعزز لديه فكرة أن الحركة تزيد الضرر و زياده الضرر مرتبطة بشدة الألم و التي تعد فكرة باطلة علمياً خاصة في حالة الألم المزمن.
الألم المزمن هو الألم الذي يستمر لعدة أشهر بالرغم من شفاء الأصابة المسببة له و عدم ظهور مشكلة أو مؤشرات مرتبطة به في الأشعة أو حتى ان ظهرت أحيانًا قد لا تكون مرتبطة به
دورنا في العلاج الطبيعي هو وضع اهداف واضحة للمريض تراعي التحكم بنوبات تهيج الألم مع ضمان زيادة التمارين و الحركة تدريجياً بما يتناسب مع وضع كل فرد على حدى.
ترتبط بيئات الأعمال المكتبية بعدد من ألالام الجهاز العظمي العضلي و التي قد تترواح مابين ألم حاد أو مزمن. من أشهر هذه المشاكل مشاكل الرقبة , الكتف , الذراعين و مشاكل أسفل الظهر. و للمساهمة في التحكم أو الوقاية من هذه المشاكل يجب أن نعزز أهمية فهم العوامل المساهمة في ظهورها بشكل عام. الكثير من المفاهميم المغلوطة منتشرة حول هذا الموضوع و سنحاول مناقشة بعض منها هنا.
سلوى حمدي – أخصائية علاج طبيعي
بداية , هل تهتم بالطريقة التي تقضي بها وقتك أثناء العمل؟ هل تركز على طريقة جلوسك على مكتبك حرصاً على سلامتك؟ هذا جيد حقيقة , و لكـن ..
ما رأيك أن أعلمك عدة خدع أخرى ستساعدك على تقليل فرص التعرض لألأم الرقبة و الظهر ؟
بداية دعونا نراجع مفهوم ” القوام الصحيح ” مقابل ” القوام السيئ ” ؟
منتشر الأعتقادات الشائعة التي تدعو للجلوس لشكل مستقيم و مثالي , إضافة لربطها الجلوس بشكل خأطىء ببعض المبالغات المخيفة التي تدعي أن القوام هو المسبب الأول لبعض المشاكل الخطيرة في العمود الفقري , ليس أن الأمر بأن لا علاقة نهائية بين الجلوس الخاطىء و نسبة التعرض للألم و لكن المشكلة في المبالغه و التركيز على هذه النقطة وحدها مما أدى لتجاهل عوامل قد تلعب دوراً مهماً في حمايتنا من التعرض للألم , لنطرح بعض الأسئلة كبداية..
فكـر معي ..
هل الجلوس بظهر مستقيم أو قوام مثالي و لكن لوقت أطول صحي أيضاً؟
ماهي العوامل الاخرى المجهولة هنا ؟
هل يوجد أثر سلبي للتركيز على عامل واحد فقط فيما يخص التعامل مع مشاكل القوام ؟
هل يكفي التركيز على عامل واحد فقط لتقليل مشاكل العمل المكتبي ؟
“Science is a way of thinking much more than it is a body of facts.”- Carl Sagan
بداية دعوني أعطيكم فكرة عن الطب المبني على البراهين “Evidence-based medicine” ؟
ظهر مصطلح EBM رسمياً عام ١٩٩٠ و –قبلها كان يستخدم مصطلحات اخرى– ظهوره كان ثوره علمية في عصر كان فيه القرار الطبي يتم اتخاذه استناداً على أمور غير منطقية مثل:
التجربة البحتة
أساطير القدماء السحرية
اعتقادات لا اساس واضح لها
– ضربة حظ بدون قدرة على التنبؤ بالنتائج كل مرة-
ما هي الأسس الثلاث التي اعتمدها الطب المبني على البراهين EBM ؟!
لا يكفي اتخاذ القرار بدون النظر لأفضل الأدلة العلمية فيه و تقييمها اضافة لأخذ دور الخبرة العملية و تجربة و قيم المريض في الحسبان.
لست واثقة مما أريد أن أكتبه ، لكن و ربما ستكون تدوينة قصيرة عن الموضوع الأكبر الذي شغل عقلي و فكري في الثلاث سنوات الأخيرة ..
و من سواه ” الألم ” !
لمحات بسيطة لا أكثر عن مشاعر الألم التي قد لا تحتويها أفضل كتب المختصين .
سأكتب من منظور أخصائية علاج طبيعي عايشت تجربة الألم المستمر(المزمن) و تجاوزت أصعب محنه ولله الحمد .
منذ فترة طلب مني أخي الصغير أن ألعب معه الكرة و بالتأكيد لا أعرف شيئاً عنها لكني لم أرد أن أرد حماسه فوافقت على طلبه ، كلما رميت الكرة له ، طلب أن أزيد قوتي و حاولت أن أجاريه!
في لحظة أحسست بألم بسيط ربما من أثر الضربة ، لم يشكل الألم فرقاً بالنسبة لي بكل تأكيد لكن و لوهلة تخليت قدم مريضتي و هي تصف ألمها بأسلوبها الخاص .
لماذا ؟
لأني لم أجد وصفاً مناسباً لذلك الألم البسيط الذي شعرت به للحظة.
بالتأكيد واصلت اللعب لكني كنت أفكر ..
خلال الإربع السنوات الماضية ..
كم مريضة رأيت ؟
و كم مريضة حدثني عن ألمها ؟
كم مريضة كانت تحاول أن تصف ما تشعر به لكن يبدو جلياً على وجهها بأن المصطلح الذي استخدمته لم يكن مرضياً.
و عندما تذكرت بعض من مرضاي اللاوتي تعرضن لحالات عصبية ، شعرت بأنهن أكثر من واجه صعوبة في وصف الألم المرتبط بمشاكلهن.
ألم ، حساسية للمس إضافة لضعف في الأحساس أمور قد تتداخل على المريضة لتدخلها في دوامة من الإحباط.
ربما انت تعتقد أنك تفهم ؛ لكني صدقني لن تعرف تماماً ما يشعر به صديق الألم ، مستحيل !
كيف أعرف ذلك ؟
لأني عندما كنت في فترة الذروة مع ألمي عندما تحول لمزمن شعرت بنوع جديد من الألم.
شيء لم أدرسه من قبل ؛ شيء لم أفهمه من قبل ؛ لم أسمع يوماً مريضة تصف لي إحساساً مشابهاً له من قبل !
ربما ليس لأنهن لم يشعرن به من قبل ، ربما لم يجدن الوصف المناسب لوصفه لي لا أكثر !
“كما لو أن هناك نهراً صغيراً يسير داخل كتفي”
غريب و مضحك ؛ أليس كذلك ؟
ربما حتى لو فكرت مريضتي أن تصف لي شعوراً مماثلا لغيرت رأيها لأنها قد تظن بأنني سأراه أمراً تافهاً و لن أخذه على محمل الجدية .
نعم ؛ الحقيقة إنه لأمر وارد أن لا تأخذ شكاوي مثل هذه بشكل جدي.
ما قد يغيب عن البعض بأنه شعور مزعج جداً،ممتد و ليس له نقطة ثابتة و تصاحبه بعض الأحاسيس المشتتة نوعا ما . ما قد أشعر بأنه شعور أشبه بالماء غيري قد يصادفها حرقان أو كما لو أن هناك نمل يمشي في مكان الشكوى ، من الإحاسيس الغريبة أيضاً هو الشعور كما لو كان هناك غلاف بلاستيكي يغلف اليد بإستمرار!
وصف الألم ليس كما درسناه دائماً، و مازال هناك الكثير ينتظرنا لنعرفه من خلال التفاعل مع هؤلاء الذين عاشوا أو مازالوا يعيشون تجربة الألم المزمن أو المستمر .
وأخيرًا، بعد أن قرأت عدة كتب في موضوع الألم وجدت نفسي ألقط طرف الخيط هنا ..!
على سبيل المثال كتاب شرح الألملد.لومير موسلي و د.ديفيد بتلر وجدته يتحدث بما يشبه هذا الوصف و بعضاً مما يصاحب إحساس الماء المزعج ، كما يصف بعضاً من الأحاسيس الغربية المصاحبة للألم .
شعرت ببعض الأنتماء ، عندما فهمت حقيقة تقلب مزاج الألم شعرت بالطمأنينة بشكل أكبر. و مازلت أطمح لأعرف أكثر لكي أستطيع هذه الفكرة بشكل أوضح لمن يحتاجها .
لكل ألم تجربة خاصة به؛
ربما حتى الكلمات قد تعجز عن نقلها لنا أحيانًا.
الألم المستمر أو المزمن لديه مفاجأت قد لا يفهمها الجميع حتى أكبر المختصين؛ المهم أن نتقبل إحتمالية وجود هذه المفاجآت دائماً .
فقط أريد أن أكتب ، أطمئي يا مريضتي العزيزة مهما قلتي لي أنا افهمك و سأصدقك تماماً.
منذ فترة ليست بالبعيدة جدا نشر موقع أفكار العلاج الطبيعي مقالاً يناقش حال خريجي العلاج الطبيعي و الأنعكاس السلبي لوضعه على مجتمعنا الذي هو في أمس الحاجة لوجود مثل هذا التخصص فيه و الأهم تنويع ميداين وجوده
و قد كان قرار إنطلاق حصص التربية البدنية لدى مدراس البنات قراراً نرى من منظور تخصصنا بأنه يحمل الكثير من العوائد الأيجابية على المدى الطويل و القصير مثل /
نشر رسالة النشاط البدني على نطاق أوسع
إتاحة فرص وظيفية في ساحة وزارة التعليم بعد أن أصبحت شحيحة في نطاق وزارة الصحة
مع أدراكنا التام بأن هذه الفرص لا تنحصر فقط في تخصص العلاج الطبيعي بل و تشمل تخصصات أخرى مثل التربية البدنية , التغذية و ما إلى ذلك من تخصصات التي تعمل في إطار فريق واحد يسعى لتحقيق هدف موحد و هو ” النشاط البدني و الحركة لحياة أفضل “
و كلنا نعلم بأن الحاجة موجودة و إزيادد أرقام البطالة له أثر سلبي على نطاقات متفرقة نوقشت هنا
و لكن فؤجىء أغلب منسوبي تخصص العلاج الطبيعي بالإستبعاد التام في لائحة الوظائف التي قدمت مؤخرا من قبل وزارة التعليم مستهدفة مواد التربية البدنية
حيث بأن أستبعدت الذكر الصريح لتخصص العلاج الطبيعي رغم كونها فرصة ممتازة لإستغلال التخصص في ميدان مهم جدا و هو المدراس .
اللائحة طلبت مختص في علم الحركة , الميكانيكية الحركية و فيسولوجيا التمارين و كل هذه جوانب يدرسها أخصائي العلاج الطبيعي و مؤهل لأن يغطي مكانها , و تكون دراستها في مرحلة البكالوريالس على شكل مواد تخصصية و يلم خريج العلاج الطبيعي بها بشكل عام يؤهله للخوض في ميداين مختلفة و ليس العيادات فقط.
بمراجعة وصف مقررات أو الخطة الدراسية لتخصص العلاج الطبيعي نستطيع التأكد من ألمامه بأسياسيات علم الحركة , المكيانيكا الحركية , التمارين , و الأصابات الرياضية و غيرها مما يتضح في النموذج أسفله.
عدم الذكر الصريح لأخصائي العلاج الطبيعي هنا يحرمه فرصة التقديم من الأساس رغم أنه درس كل هذه المواد و توجد حاجة ملحة له هنا.
و من جانب أخربدء حصص التربية البدنية و حصص الرياضة أمور يجب أن تجهز بالشكل الصحيح لأخذها للمسار السليم و وقاية الفئة المستهدفة من التعرض لأصابات أو الحرص على مختص يجيد التعامل مع الأصابات في حال وقعت و هنا أنا اقصد أخصائي العلاج الطبيعي الذي درس إصابات الملاعب كجزء أساسي من منهجه و يحضر كورسات تعليمية مستمرة فيها.
أصابات الملاعب موجودة لدى المحترفين و مهما حاولنا منعنا فواقعيا التقليل منها ممكن لكن المنع النهائي بنسبة 100% مستحيل و وجود عيادات مجهزة في المدراس مطلب و لعله مطلب قديم يختص بضرورة وجود تخصصات مختلفة و ليس العلاج الطبيعي فقط .
كلنا نعلم بأن المدراس و حتى في أعمار مختلفة نجد مصابي السكر و الضغط و بعض الأمراض التي تحتاح مراقبة و بعض المعلمات/المعلمين يجدوا انفسهم في مواقف صعبة بسبب عدم وجود مختص سواء طبيب , مممرضة , أخصائي .. ألخ.
و كون الطفل أو المراهق مصاب بمرض مزمن لا يعني أستبعداه المطلق من ممارسة الرياضة بل و بالعكس الأبحاث اُثبتت و بقوة الأثر الأيجابيي للرياضة و النشاط على الحالات المزمنة و هذا يعني بأن الأصح بأن توفر له بيئة ليمارس نمط حياة صحي في المدرسة تحت الأشراف المناسب من قبل الفريق التعليمي و الفريق الطبي الذي نأمل بأن نرى مثله في كل مدرسة في المستقبل القريب . و العلاج الطبيعي مفيد جداً هنا لمساعدة هؤلاء على الدخول في الجو الرياضي بشكل أمن جداً و يؤهله هنا أيضا قدرته على الفحص و تقييم الحالات و تحديد مستوى النشاط البدني المناسب لكل فرد و بكل تأكيد أتخاذ القرار و التعديل في الخطة وفق ما يناسبه و تطور مستواه أو العوائق المحيطة به.
و أخيراً , قرار حصص التربية البدنية للبنات لن يحدث فرقاً إذا لم ينفذ في جو مناسب لتحقيق أهدافه و لعل كلامي يشمل كلا الجنسين , العلاج الطبيعيكغيره من التخصصات يمكن ان نراه في العيادات , النوداي الرياضية و المدراس يؤدي دوراً فعالاً في النهوض بثقافة النشاط البدني في السعودية.
و لمزيد من التفاصيل عن دور أخصائي العلاج الطيعي يمكنكم تحميل كتيبنا التعريفي بالتخصص منماهو العلاج الطبيعي
يركز تخصص العلاج الطبيعي على تغيير نمط حياة الناس نحو الأفضل لصحتهم و هذا يتضمن توجيه المريض لتغيير عادات معينة أو اكتساب عادات تناسب التغيير الذي قد يطرأ على حياتهم بسبب أصابة أو مرض ما.
و لكن من أكبر الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها ممارس العلاج الطبيعي أمور مثل :
الأعتقاد بأن التغيير عملية سهلة
الأعتقاد أنه لمجرد معرفة المريض بأن عادة ما هي عادة خاطئة فأن هذا يكفي لتغييرها
أعطاء النصائح بشكل أوامر صارمة مما يؤثر على نسبة تقبل المريض لها و هو مايسمى بـ righting reaction) أي أن النفس البشرية تعتاد أن تتجاهل النصائح التي بشكل أوامر جتى لو كانت صحيحة.
عدم أخذ وجهة نظر المريض حول الأمور التي يرغب في تغييرها.
تجاهل مناقشة العوائق التي تقف في وجهه تغيير المريض مما يعني بأنه لن يتم وضع حلول مناسبة لها
وضع حلول عامة جداً أو غير واقعية لا تتناسب مع ظروف المريض أو العوامل المحيطة به.
أخصائية علاج طبيعي – هذا هو عملي و هذا هو المسمى الوظيفي له ، سعدت جدا بتخرجي منه كما سعد غيري و ربما كنت أسعد عندما قدر الله أن أعمل في مستشفى فرعي في قريتي بين أهلي و بالقرب من منزلي -معجزة- .
و كالعادة مثل الجميع أثناء فترة الإمتياز لم أعتد على العمل وحدي و لكن عندما توظفت وجدت نفسي أعمل وحيدة في هذا القسم الصغير .
عندما أتأمل الموضوع دائماً ، أجد بأن كوني الموظفة الوحيدة لم يكن يوماً بسبب قلة الأخصائيات المتخرجات في المنطقة القريبة مني ، بل أنني شخصياً أشرفت على تدريب عدد منهن و لكن حالهن مثل البقية و هو أن مصيرهن بعد التخرج كان الإنتظار لا أكثر .
ربما المؤسف هو بأن عدداً من أبناء منطقتي حصلوا على وظائف خارج المنطقة رغم حاجتنا لهم .
و هانحن نرى أيضاً الأقسام التي تعمل فيها ما يقارب 10 موظفات و أكثر تستقطب نصيب التوظيف أكثر من تلك التي لا يوجد فيها سوى موظفة واحدة أو اثنتان.
تخبط وزارة الصحة و جهات التوظيف أنعكس سلباً على فئات عدة و منها :Continue reading
منذ أيام كنت أتصفح كتاباً معقداً بعض الشيء ، تحدث و بإسهاب عن تأثير العلاقات بين الطبيب و المريض و ما يحدث لدماغ كل منهما و كيف تشكله الحياة بين أروقة المستشفيات !
الإفراط في الإندماج مع المشاعر التي تمر بنا يومياً قد يقتلنا داخلياً ..
نعم ، هذا المكان ليس مناسب لأصحاب القلوب الضعيفة ليس بسبب منظر الأصابات المؤلم و لا العمليات أو الدماء التي يجب أن تمر بنا مهما كان تخصصنا الطبي !
بل لأنك تتعامل مع بشر، قتلهم الألم من الداخل قبل أن يقتل أجسادهم !
بشر لدى كل واحد منهم قصة لم تجد أحد يسمعها ! قصة تخاف أن تهمش بدون سبب واضح !
ليس كل شخص يصغي و لا الجميع مستعد لأن يصغي بإهتمام؛ و لكن حتى و لو لم ترغب بأن تصغي فإن بعض هذه القصص المؤلمة يجب أن تتسلسل لمسامعك مهما حاولت الهرب منا !
قصص قد يشيب لها الرأس ، قصص قد تطاردك في أحلامك بعض الأحيان ، قصص و قصص !
قد لا تستطيع أستيعاب الكم الهائل من القصص التي تمر عليك بشكل مستمر فتبدأ في إغلاق قلبك ، ربما أنت تحاول أن تحميه ، و لكنك بالواقع عندما تغلقه تماماً قد تؤذي مرضاك و من حولهم !
.. هل مر عليكم مثل هذا الموقف ؟!
تلك الممرضة التي “تقهقهه” بأعلى صوتها في العناية المركزة بينما هناك طبيب يحاول أنعاش مريضة توقف قلبها من لحظات ، و ياللعجب تلك المريضة لم تكن كبيرة السن ، بل كانت في عمر مقارب لعمر هذه الممرضة!
هل محاولة النجاة في عالم المستشفيات الدامي تعني بأن نصبح الآلات لا تقدر حياة الناس ! ~
الأ نستطيع ان نكون أقوياء و بنفس الوقت نملك القدرة على تقدير قصة كل مريض يمر بنا ؟
لماذا لا يهيئ الممارسين الصحيين لتلقي كل هذه الصدمات بصلابة ؟
لماذا لم تستطع تلك المناهج و الكورسات الغالية أو البعثات الطويلة بالسنوات أن تخبرهم بأن يتعاملون مع بشر ، و ليس مجرد الألات يجب إصلاحها فحسب ؟
تعود الأطباء و الممرضين على مشاهد الألم و الحزن قد ينتج عنه الأستخفاف بألم المريض (1), بكل تأكيد تعلم إسترايجيات التعامل مع صعوبة المواقف التي تمر بنا مهم لحماية أنفسنا و لكنه قد يصبح عائقاً كبيراً للتواصل بين الطبيب و المريض إذا فقد الطبيب القدرة على موازنة عقله و قلبه في هذه المواقف .
إذا أردت أن تتعرف على حقيقة شخص لا تحكم عليه من كلام الناس أو شخصيته في مواقع التواصل . .
.
.
لابد أن تعيش معه أسبوع أو شهر على الأقل لتكتشف واقعه بحلوه أو مره.
حتى لو حاول أن يخفى أو يتصنع شيء أمامك ؛ الأمر ليس سهلا في الحياة الواقعية .
.
. دعونا نقيس نفس القاعدة على تخصص العلاج الطبيعي..