بلغيث الشهري
اخصائي امتياز علاج طبيعي
عندما تعصف بنا السنين على مقاعد الدراسة وعندما نتشبع من الجزء النظري ونكون أكثر شغفاً للجزء العملي أو ما نسميه سنة الامتياز على أمل أن نقدم خدمة مُرضية لربنا أولاً ثم للمجتمع ، حتى نساعد في إنجاح عملية جراح ، أو نساعد في إعادة الحياة الطبيعية للمريض ، نصدم بأننا عدنا للعاصفة النظرية من جديد ، بدايةً من اختلاف الواقع الجامعي عن واقع المستشفيات من حيث الدوام أو زملاء المهنة أو الراتب الضئيل الذي لا يصرف احياناً أو عدم التصنيف المهني الا مع التخرج .
كل ما سبق بطريقة أو أخرى نستطيع التغلب عليه ولكن نفاجئ بأننا نقابل ثقافة مجتمع صادمة ، وللأسف احيانا المجتمع يحترم تخصصنا فيما زميل المستشفى لا يعرف عن التخصص إلا كلمة “تدليك” مع الجزء الأخر من المجتمع .
جميعنا يفرح بالامتياز ولكن الصدمة العظمى أن أغلب الحالات المرضية لم تتقابل معك نظرياً او قوبلت خاطفة لم تصل بشكلٍ مطلوب أو بدون تفعيل الجزء العملي الجامعي .
أصبحنا نقابل حالات تملئ علينا ما ترغب من علاج وإذا ما رفضنا ذلك قوبلنا بكلمة “الدكتور قالي كذا” ؟؟
صدمات و صدمات نقابل بها ولكن في النهاية ليس من حق طالب الامتياز أن يكون صانع للقرار أو مشرع لنظام العلاج الطبيعي .
أتسأل دائماً ؟؟
لماذا بعد كل هذه السنين من بداية تخصص العلاج الطبيعي في المستشفيات السعودية مازالت هذه الصدمات موجودة ؟ لماذا زملاء التخصص لم ينهضوا به ؟ لماذا حقوق التخصص مهضومة جزئياً وفي بعض المستشفيات كلياً ؟ لماذا ؟ لماذا ؟
تساؤلات لم اجد لها إجابة سوأ ان الزملاء السابقين اعتمدوا على روتين معين ولا يرغبون في تغييره وللأسف أحياناً يكون إرضاء للإداريين الصحيين !!
قد أكون أجحفت في حق بعض المستشفيات المتطورة ولكن ما أنا متأكد منه أني لم أتقول من مخيلتي ما قلت ،
ختاماً
هل سنكون مقبرة للتخصص كما فعل زملائنا السابقين ؟
أم سننهض به حتى يصبح مصنفاً يليق بنا ؟