سلسلة كيف نعاملهم – الحلقة الرابعة

Standard


الحلقة الرابعة

أهلًا .. هذه هي الحلقة الرابعة من سلسلة كيف نعاملهم؟ التي نتعرف فيها على مهارات التواصل مع المريض وردات الفعل المناسبة لكل مريض بما يعزز من تطور العلاقة بينه وبين الاخصائي، وبالتالي تحسن في صحة المريض .

موضوعنا اليوم عن كيف يمكننا دمج مهارات التواصل (السؤال، الإخبار، الاستماع) عندما نستخدم أسلوب التوجيه مع مريضنا.

فريق العمل :

  • إعداد المحتوى و تقديم : سلمان الغامدي
  • تصميم هيدر الحلقات : بيان حمزي
  • تصميم ملخص الحلقات : منال أحمد
  • تحرير المقال : زهراء اللويم
  • الفريق الإعلامي : زينب الشمري، أنوار الشمري
  • مراجعة المحتوى : سلوى حمدي

ممكن أن يكون أسلوب التوجيه هو بالضبط ما يتوقعه المرضى من الأخصائي. يمتلك أسلوب التوجيه ميزة اختصار الوقت والحفاظ عليه، وينبغي أن يكون للأخصائي شخصية واضحة ورحيمة؛ ولتحقيق ذلك، قد تضطر إلى البدء بأسلوب المتابعة قبل التوجيه.


يوجد نوعين من التوجيه وهي: التوجيه السيئ، والتوجيه الجيد.

التوجيه السيئ: 

قد يستخدم الأخصائي أحيانًا أسلوب التوجيه الصرف دون النظر لمشاعر المرضى، بطريقة تجعل المرضى يشعرون بأنهم غير مسموعين وغير راضين. هنا مثال على التوجيه السيئ.  

مريض يعاني من مشكلة في الحوض و يستشير أخصائيًا لديه نتائج أشعة X-Ray الخاصة به:

الممارس: كيف كنت تتعايش مع ألم حوضك ؟  [سؤال] 

المريض: حسنًا، لأكون صادقًا معك، لقد كانت هذه العملية فظيعة حقًا، الألم لا يزال من الصعب تحمله وأحيانًا لا تساعد تلك الحبوب التي وصفتها لي. أتساءل عما إذا كان هناك شيء لا يزال لم يشفى بحوضي.  

الممارس: هل ذهبت لزيارة طبيب الأسرة؟  [سؤال] 

المريض: نعم، لقد أعطاني هذه الحبوب وقال أنك أوصيت بها.  

الممارس: جيد، لأنني أعتقد أن هذه الحبوب ستساعدك، يمكنني أن أخبرك أن الأشعة تظهر أنك تعافيت بشكل جيد وأن الحوض يبدو في حالة جيدة. [إخبار] 

المريض: ولكن لا يزال يؤلمني كثيرًا، أقول لك يا دكتور أمس كان ألمي لا يطاق.  

الممارس: سوف تتحسن مع مرور الوقت، إذا كنت تفعل كل ما أخبرتك به بشكل صحيح. خذ أدويتك و مارس رياضة المشي مرتين في اليوم، أود أن أراك مرة أخرى بعد 3 أشهر. [إخبار] 

المريض: حسنًا، لكن هل لديك أي فكرة عن سبب حدوث هذا الألم؟ 

الممارس: فحصي السريري لحوضك ونتيجة الأشعة تخبرني أن الحوض في مرحلة متقدمة من الشفاء، وأحيانًا يستغرق هذا بعض الوقت. [إخبار] 

المريض: هل هناك دواء آخر قد يساعدني في تخفيف الألم؟ 

الممارس: الدواء الذي لديك هو أفضل دواء يمكننا تقديمه لك، و قد تكون الحركة بعد هذه العمليات صعبة في بعض الأحيان، يمكنني تحويلك إلى العلاج الطبيعي إذا أردت، ستصلك رسالة أو مكالمة هاتفية خلال الأسبوع القادم أو بعده.  

في هذا المثال ، استخدم الممارس أسلوب التوجيه الصرف، دون أن يستمع للمريض، هذا يشير إلى عدم الاهتمام والاحترام للمريض.  كما قلّلت من فرصة الحصول على معلومات تشخيصية مهمة.  


التوجيه الجيد: 

يمكن أن يكون الاستخدام المعتاد لنمط “اسأل – أخبِر – اسأل – أخبِر” أمرًا صعبًا للغاية بالنسبة للمرضى.  يمكن أن يتم ذلك بشكل مختلف (نفس السيناريو السابق): 

الممارس: كيف كنت تتعايش مع ألم حوضك ؟  [سؤال] 

المريض: حسنًا، لأكون صادقًا معك، لقد كانت هذه العملية فظيعة حقًا، الألم لا يزال من الصعب تحمله وأحيانًا لا تساعد تلك الحبوب التي وصفتها لي. أتساءل عما إذا كان هناك شيء لا يزال لم يشفى بحوضي.

الممارس: يبدو أن ألمك لا يُحتمل (الاستماع) 

المريض: ألم رهيب! أعني أنني توقعت الألم، ولكن الأم الذي أعاني منه الآن لا يبدو منطقيًا ، لدرجة أن صديقي مقتنع تمامًا بأن هناك خطأ ما حصل أثناء العملية، ويقول إنه يجب أن أسألك عن هذا الأمر.  

الممارس: بصراحة لا أعتقد ذلك من نظري إلى الحوض نفسه ونتيجة الأشعة [إخبار]، ولكن أخبرني، متى يؤلمك ومالذي تشعر به حينها؟] سؤال[

المريض: كما ترى، لقد تناولت جميع الحبوب التي أوصيت بها أنت وطبيب الأسرة، لكني لم أرى أي فائدة. عندما أهم بالقيام من الكرسي أو السرير يكون الألم فظيع حقًا. أنا قوي التحمل، ولكن هذا الألم فوق طاقتي.

الممارس: لنلقي نظرة على نتيجة الأشعة معًا. ما نبحث عنه هو ما إذا كان المفصل الجديد في المكان الصحيح والعظام كلها على ما يرام، وكما ترى تبدو بحالة جيدة. 

المريض: إذن لا ترى مشكلة هناك؟ 

الممارس: لا.  قد تكون الحركة بعد هذه العمليات صعبة في بعض الأحيان، وفي حالتك أعتقد أنها ستتحسن [إخبار]. ولكن يبدو أنك ستشعر بالاطمئنان أكثر إذا راقبنا حالتك أكثر ورتبنا لك بعض المساعدة الإضافية التي ستجعلك تسير بشكل صحيح مرة أخرى.

المريض: أنا أقدّر ذلك حقًا. 

الممارس: سأطلب من المعالج الطبيعي أن يراك مرة أخرى لمساعدتك أكثر في ذلك. سيكون قادرعلى إرشادك حول التوازن بين الألم والنشاط. [إخبار] 

المريض: إذن أنت لا تعتقد أن هناك شيء لم يشفى حقًا في حوضي؟  

الممارس: بناءً على ما أراه هنا، لا يبدو الأمر كذلك، لكنني أعتقد أننا بحاجة إلى مراقبة حالتك عن كثب.  [إخبار] 


توفير وقت لا بأس به في الاستماع لمريضك ، مع إظهارك رغبة حقيقية في أخذ مخاوف المريض وتجربته مع الألم في الاعتبار، تفيدك كثيرًا في نتيجة التشخيص.  إن استخدام أسلوب التوجيه في هذا المثال يترك المريض يشعر أنه تم فهمه بشكل جيد، وبالتالي هذا يعني خطة علاجية ذات فعالية أكبر.

وأخيرًا .. تذكر جيدًا : ينبغي أن يكون للأخصائي شخصية واضحة ورحيمة، ويمكنك دائمًا الاستماع لمريضك قبل البدء بأسلوب التوجيه.

نلقاكم على خير..


Motivational Interviewing

المرجع 

Motivational Interviewing in Health Care: Helping Patients Change Behavior


رأيك يهمنا :


روابط الحلقات السابقة :

سلسلة كيف نعاملهم – الحلقة الثالثة.

سلسلة كيف نعاملهم – الحلقة الثانية

سلسلة كيف نعاملهم-الحلقة الأولى

One thought on “سلسلة كيف نعاملهم – الحلقة الرابعة

اترك رد