سلسلة كيف نعاملهم – الحلقة الثانية

Standard
سلسلة كيف نعاملهم – الحلقة الثانية

الحلقة الثانية

أهلًا .. هذه هي الحلقة الثانية من سلسلة كيف نعاملهم؟ التي نتعرف فيها على مهارات التواصل مع المريض وردات الفعل المناسبة لكل مريض بما يعزز من تطور العلاقة بينه وبين الاخصائي، وبالتالي تحسن في صحة المريض .


فريق العمل :

  • إعداد المحتوى و تقديم : سلمان الغامدي 👩‍⚕️
  • تصميم هيدر الحلقات : بيان حمزي 👩‍⚕️
  • تصميم ملخص الحلقات : منال أحمد
  • تحرير المقال : زهراء اللويم
  • الفريق الإعلامي : زينب الشمري , أنوار الشمري
  • مراجعة المحتوى : سلوى حمدي

موضوعنا اليوم عن أساليب التواصل مع المريض عندما يشتكي إليك من ألمه ومشاكله.

أساليب التواصل الثلاثة مع المريض:

١-المتابعة ، ٢- التوجيه ، ٣- الارشاد

هي جميعها أساليب مهمة، والأخصائي المتميز هو الذي يعرف جيدًا الأسلوب المناسب في الوقت المناسب مع المريض المناسب، ويعرف كيف ينتقل من أسلوب إلى غيره بطريقة سلسة ومتقنة، لنتعرف على هذه الأساليب ولنبدأ بـ المتابعة.

المتابعة FOLLOWING :

جميع المرضى يحبون المستمع الجيد، ويعتقد معظم الأخصائيين أنهم مستمعون جيدون، لكن هل هذا صحيح؟.  يُسخّر المستمع الجيد حقًا أدواته الخاصة به من أجل الاهتمام الكامل بفهم تجربة المريض في الألم. لا يتضمن الاستماع الجيد إعطاء التعليمات أو التوجيه أو الموافقة أو عدم الموافقة أو الإقناع أو تقديم المشورة أو التحذير أو التحليل.  ليس لديه أي هدف سوى رؤية العالم وفهمه من خلال عيون المريض.  في أسلوب المتابعة، يسود الاستماع.  أنت تحذو حذو الشخص الآخر. رسالة أسلوب المتابعة هي :  “لن أغيرك أو أدفعك. أنا أثق بحكمك عن نفسك ، وسأسمح لك بالحديث عن هذا بالوقت والسرعة التي تناسبك.”

 يحتاج المريض الذي يبكي بين يديك في الجلسة إلى أسلوب المتابعة منك.  لهذا في بداية الجلسة تذكّر دائمًا: توفير وقت لا بأس به في المتابعة مع المريض يمنحك القدرة على فهم أعراضه وتاريخه مع الألم وجميع المؤثرات التي من الممكن أن تساهم في ألمه وكيف تلتقي جميع هذه العوامل لتُشكّل الصورة الكاملة لحياته وصحته.

التوجيه DIRECTING :

أسلوب التوجيه ينم عن علاقة شخصية مختلفة تمامًا مع المريض. في هذا الأسلوب، أنت تتولى المسؤولية. الموجّه يخبر المريض بما يجب القيام به، مع أو بدون شرح الأساس المنطقي لذلك. الموجّه عادة ما يكون مسؤولًا عن رؤية أن المريض يؤدي ما يُطلب منه بشكل صحيح، والحكم على أداءه فيما بعد. رسالة أسلوب التوجيه هي : “أنا أعرف كيف يمكنك حل هذه المشكلة.  أعرف ما يجب عليك فعله”. إن دور المريض المتوقع هنا هو الالتزام أو الامتثال. إن أسلوب التوجيه مناسب لحالات لا حصر لها يعتمد فيها المريض عليك لاتخاذ القرارات والنصيحة. غالبًا ما يبدو أن المرضى يتوقعون ويريدون هذا الأسلوب منك.

الإرشاد GUIDING :

المُرشد يساعد المريض في العثور على الطريق. المريض يقرر مالذي عليه فعله ومن ثم الأخصائي يدله على أفضل طريق لذلك و يمكنه أن يقدم للمريض بدائل للاختيار أيضًا. الأمر يشبه أن تقوم باختيار مدينة للسياحة ؛ عندها ستذهب لمرشد السياحة ليدلك على أفضل الأماكن والطرق لتحقيق هدفك أنت من هذه الرحلة. أنت تستمع بعناية وبتعاطف لفهم معضلة مريضك. ثم تسأله عن الخيارات المختلفة التي أمامه، وتستكشفان معًا إيجابيات وسلبيات كل منهما، و قد تقدم مما تعرفه عن مشكلته وكيف يمكنه التعامل معها بأفضل طريقة، مع التأكيد بأنه في النهاية هي حياته وقراره، ومن ثم يمكنك مساعدته في الاتجاه الذي اختاره. رسالة أسلوب الإرشاد هي: “يمكنني مساعدتك على حل هذه المشكلة بنفسك”.

الاستخدام المفرط لأسلوب التوجيه: 

يقع الأخصائي في مُعضلة الاستخدام المفرط لأسلوب التوجيه (افعل – لا تفعل) عندما يكون ميزان التواصل مع المريض نحو التوجيه بينما يتم تجاهل أسلوب المتابعة و الإرشاد. يمكن للجهود حسنة النية من قبل الأخصائي أن تضيع تمامًا لمجرّد أنه يعتمد كُليًا على أسلوب التوجيه في تعامله مع المرضى، مما يجعل المرضى يعتمدون على الأخصائي اعتمادًا سلبيًا، بدلًا من أن يعتمدوا على أنفسهم. تحت ضغوط الوقت، وزيادة عدد المرضى، وضرورة فحص المرضى، وتقديم جلسات العلاج لهم، يسود أسلوب التوجيه على الاخصائي أحيانًا. ومع ذلك، فإن الصعوبة تكمن في أن العديد من الآم المرضى يتم حلها بشكل أكثر فاعلية من خلال مزيج متوازن من الأساليب. غالبًا ما يكون من الأفضل التفكير فيها قليلاً، واستخدام أسلوب المتابعة و الإرشاد، قبل استخدام أسلوب التوجيه.

أسلوب التوجيه مناسب في العديد من الظروف مع العديد من المرضى، ولكن لا يجب أن يكون الطريقة الوحيدة التي تتفاعل بها مع المرضى. هناك أوقات ليس من الضروري فيها أو حتى من الممكن أن تستخدم فيها هذا الأسلوب، وخاصةً عندما نتحدث حول نمط حياة المرضى وتغيير سلوكهم، حيث يكون من الضروري إشراك دوافع المريض وطاقته ورغبته بالإلتزام. ربما يكون هناك حاجة لأسلوب الإرشاد أكثر من أسلوب التوجيه. إذا كنت تريد مرضى متعاونين، فالتوجيه ليس خيارك الأفضل.

وأخيرًا .. تذكر جيدًا: الأخصائي المتميز هو الذي يعرف جيدًا الأسلوب المناسب في الوقت المناسب مع المريض المناسب ، ويعرف كيف ينتقل من أسلوب إلى غيره بطريقة سلسة ومتقنة. 

ملخص الحلقة

سلسلة كيف نعاملهم – الحلقة الثانية
سلسلة كيف نعاملهم – الحلقة الثانية

نلقاكم على خير..

المرجع

Motivational Interviewing in Health Care: Helping Patients Change Behavior

رابط الحلقة الأولى سلسلة كيف نعاملهم-الحلقة الأولى

2 thoughts on “سلسلة كيف نعاملهم – الحلقة الثانية

اترك رد