العلاقة التواصلية بين أخصائي العلاج الطبيعي والمريض

Standard

قلم : مريم أسماء ملكا


أخصائي العلاج الطبيعي والمريض

مما لا شك فيه أن التواصل هي أداة مهمة لتكوين المعارف وتبادل المعلومات وتقوية الروابط بين أفراد المجتمع الواحد، ومما لا ريب فيه أيضا أن أهميته تزداد حين يتعلق الأمر بالميدان الصحي وخاصة بين الطبيب والمريض، فجل الفحوصات الطبية التي يطلبها الطبيب لتشخيص مرض ما إنما هو مبني على ما يعرضه المريض من علامات على الطبيب وعلى أساس ذلك يتم طلب الفحوصات المختلفة، أي أننا يمكننا القول بأنه يعتمد بشكل أولي على التواصل.

و المعالج الطبيعي لا يخرج على هذا النطاق، هذا إن لم نقل أنه أكثر من يحتاج لعملية التواصل الجيد بينه وبين المريض و يعتمد عليها بشكل كبير لعدة أسباب منها:

  • _ + كون أن أغلب تقييمات المعالج الطبيعي تندرج انطلاقا مما ما يقوله المريض أي من العملية التواصلية ( مثلا : الألم موضعه، متى بدأ، شدته، وقت ظهوره … الخ) ناهيك عن تقييمات أخرى لا يسع المجال لذكره
  • _ + ملازمة المريض المعالج لفترات ممتدة أكثر من التخصصات الأخرى ما يجعل المريض المعالج في تواصل مستمر عن كل المستجدات لأجل تقييمات جديدة وتقييم نهائي عند نهاية الحصص العلاجية

نجد إذا أن التواصل الفعال و الجيد من شأنه التأثير على العلاقة بالمريض(الثقة) وعلى التقييمات العلاجية، ويمكننا أن نؤكد أن التواصل الفعال بين المعالج الطبيعي والمريض يساهم في بناء علاقة متينة، قوية مبنية على الثقة وهذه الأخيرة أساس نجاح نصف  العلاج ووقود لاستمراره.

السؤال المطروح بشدة ” كيف نحسن التواصل بين الأخصائي الطبيعي والمريض” وبالتالي بناء علاقة قرب وثقة بينهم ؟

تبنى الثقة بين المريض و المعالج في اللقاءات الأولى عكس ما يعتقده البعض أنها تبنى مع مرور الوقت، فالصورة الذهنية العظمى عن المعالج تتشكل لدى المريض عند أول لقاء، لذا وجب الحرص على المعاملة الجيدة للمريض عند لقاءه لأول مرة.

و فيما يلي أهم 11 نصيحة من أجل تواصل جيد وبالتالي علاقة وطيدة بين أخصائي العلاج الطبيعي و المريض :

1) إلقاء التحية و الإبتسامة في وجهه خاصة كما ذكرنا في اللقاء الأول

2) السؤال عن اسمهم الكامل أو إن كان هناك اسم معين يفضلون منادتهم بها، مع الحرص على ترديد الإسم من حين لآخر ( مثلا مرة عندما تقدم نفسك، ومرة عند الفحص، ومرة عند الإنتهاء من اللقاء) ما سيشعرهم بالتميز.

3) تقديم المرافق الأخرى لهم سواء في عيادتك الخاصة أو في المشفى كمكان  الحمام، وصالة الفحص …الخ ما يجعلهم يشعرون بالراحة والإنتماء للمكان.

4) شكرهم على الإنتظار في حالة التأخير، بالرغم من أنه لا يمكنك دائما أن تكون منضبطا في الوقت بنسبة 100% كأي عامل في المجال الصحي لكن هذا سيزيد من تفهمهم للأمر والإستعداد لقبول ذلك في المرات القادمة .

5) الجلوس بعيدا قليلا عن المريض في حالة مد الذراع على الطاولة والحرص أن يكون كرسيك في نفس مستوى كرسي المريض حيث أن هناك دراسات أجريت تبين مدى رضا عند المرضى عند جلوس المعالج في نفس مستوى جلوسه

6) الحضور الواعي، الإيماءات، والميل للأمام  عند الإستماع من مهارات الإنصات الجيد الواجب معرفتها والعمل بها

7) معرفة تقنيات وأساليب التواصل مع المرضى المصابون بأمراض عقلية واستخدامها للحساسية الشديدة لهذه الفئة وسنتطرق في مقال آخر لأساليب وتقنيات التواصل بشكل عام وبشكل خاص بالنسبة لهذه الفئة.

8) الإستذان عند الرغبة في طرح سؤال معين و عند الشروع في عملية الفحص السريري “التقييم الجسدي”  كقولك مثلا ” سألك بعض الأسئلة ثم سأقوم  بفحصك لأرى كيف يمكنني مساعدتك، اتفقنا أو حسنا ؟

9) إعطاء ملخص بعد الإنتهاء من الفحص السريري لما قاله المريض، ما يجعلهم يتأكدون من حسن انصاتك وفهمك لمشاكلهم وبالتالي قبول برنامج العلاج المقدم لهم وتنفيذها كما يجب

10) احترام آلام المرضى وحدودها والتعامل بشكل تدريجي و هادئ خاصة مع من يعانون من آلام حادة مزمنة، بهذا الإحترام تكسب ثقتهم وتعاونهم

11) منحهم فرصة أكبر للتحدث عن أنفسهم ومرضهم، عبر سؤالهم مثلا ” هل هناك شيء تود أن تضيفه أو تخبرني به ؟ « فهناك معلومات ربما لم يتم ذكرها سابقا وقد تحدث تأثيرا في نتائج العلاج فيما بعد.

للمزيد إقرأ – التواصل العلاجي الجيد يكون مقرونا بـ-  : 

*https://www.cptbc.org/pdf/MakingAConnection.pdf

*2

” لعرض التصميم بالجحم الكامل اضغط عليه “


المرجع 

اترك رد