سلوى حمدي
أخصائية علاج طبيعي
إذا أردت أن تتعرف على حقيقة شخص لا تحكم عليه من كلام الناس أو شخصيته في مواقع التواصل . .
.
.
لابد أن تعيش معه أسبوع أو شهر على الأقل لتكتشف واقعه بحلوه أو مره.
حتى لو حاول أن يخفى أو يتصنع شيء أمامك ؛ الأمر ليس سهلا في الحياة الواقعية .
.
.
دعونا نقيس نفس القاعدة على تخصص العلاج الطبيعي..
هل تعتقدون أن ما يدرس في الجامعات يعكس ما نراه يوميا في عياداتنا؟
و هل تعتقدون بأن ما يعرض في المؤتمرات الضخمة يمثل مع نواجهه يوميا مع مرضانا ؟
و هل تعتقدون بأن ما نتعلمه في الكورسات يمكن تطبيقه بسهولة عندما تقف إمام المريض ؟
هل تعتقدون أن الأرقام الموجودة في الأبحاث التي تنشر تتوافق مع ما تراه في العيادة من فترة لفترة ؟
.
.
.
و أن اجبنا بنعم على أحد هذه الأسئلة ماهي نسبة التوافق؟
99%
50%
10%
….
إذا أردت أن تحكم على مستوى تخصص العلاج الطبيعي في المملكة أو الوطن العربي عش مع مريض منها و قس قياساتك حسب احتياجاته هو لا حسب احتياجات المريض الغربي .
من البديهي أن نتفق في الأساسيات لكن من الانسياق الأعمى أن تطبق إحصائيات و نتائج دراسات مجتمع على مجتمع آخر .
لماذا لا توجد لدينا قاعدة إحصائيات و أبحاث تستهدف المواطن و المريض السعودي ؟
قلما نجد توصيات بحثية تتحدث و بواقعية عن طرق التعامل مع المريض السعودي ككيان منفرد ؟
و أن وجدت لماذا لا ترى النور بشكل مناسب ؟
لماذا نجد أغلب الأبحاث التي تعود للجهود السعودية تكرم في المؤتمرات و لا تطبق أمام المريض السعودي و الذي هو أحق بها من تلك الجوائز؟
لماذا أغلب أهدافنا البحثية موجهة للعالم و متجاهلة ابن البلد؟
لماذا أصبح المريض مجرد ” واسطة ” لكسب جائزة في مؤتمر عالمي ؟
ألا يفترض بأن يكون هو هدفنا الأول من هذه الأبحاث ؟
لماذا نسي الأغلبية بأن الجهود التي تبذلها لمساعدة المريض هي واجب و عهد ألتزمت به منذ أن تم قبولك في تخصص العلاج الطبيعي و ليس فضلا من “حضرتك” تجود به على المريض متى ما سمح “مزاجك” ؟
لماذا تعتقد بأن الأعلام يجب أن يسجل كل إنجازاتك مع المرضى ؟
لماذا أصبح هناك خلط كبير بين معنى مصطلحي “إنجازات” و “واجبات” فأصبح الواحد منا يعتقد بأن كل مريض يتحسن على يده هو إنجاز يجب أن يكرم عليه ؟
ماذا كان هدف دراستك منذ البداية ؟
لماذا أصبح الواجب يسمى “إنجازا” ؟