المتتبع لبدايات الممارسة الإكلينيكية لعلم العلاج الطبيعي أو الفيزيائي يدرك تماما حجم التغير الهائل الذي نشأ على طبيعة هذا التخصص الصحي الهام. وبغض النظر عن النظريات التي تهتم بتاريخ ممارسة هذه المهنة بشكلها الحالي فإن تلك الممارسة كانت منذ نشأتها الأولى تعنى بنفس الدور الحالي تقريبا فيما يختص بالتركيز على معالجة أو تحسين أي عارض يؤثر على حركة أو وظيفة العضو أو الجسم بشكل عام وذلك باستخدام وسائل طبيعية غير دوائية في معظم أوجه تلك الممارسة. غير أن ما حدث ويحدث بشكل متسارع ومذهل خلال العقود الخمسة الماضية هو أشبه بثورة في مجال التأهيل الصحي والعلاج الطبيعي.
إن التقدم الحاصل في مستوى الممارسة الإكلينيكية للعلاج الطبيعي جاء بسبب تراكم الخبرات واستمرارية البحث والتقييم للوسائل العلاجية المستخدمة في علاج وتأهيل الكثير من الحالات المرضية. ذلك التقدم بني على أسس علمية ذات معايير محددة انتج ما يسمى بهرم جودة الممارسة المبنية على البراهين. حيث تصدرت دراسات المراجعة المنهجية الهرم وجاءت آراء الخبراء وشهاداتهم في أسفل الهرم وذلك كأقل مستوى لجودة البراهين في الممارسة الأكلينيكية.