أهلًا .. هذه هي الحلقة الأولى من سلسلة كيف نعاملهم. التي نتعرف فيها على مهارات التواصل مع المريض وردات الفعل المناسبة لكل مريض بما يعزز من تطور العلاقة بينه وبين الأخصائي، وبالتالي تحسن صحة المريض .
فريق العمل :
- إعداد المحتوى و تقديم : سلمان الغامدي 👩⚕️
- تصميم هيدر الحلقات : بيان حمزي 👩⚕️
- تصميم ملخص الحلقات : منال أحمد
- تحرير المقال : زهراء اللويم
- الفريق الإعلامي : زينب الشمري , أنوار الشمري
- مراجعة المحتوى : سلوى حمدي
الحلقة الأولى
موضوعنا اليوم عن: كيف أغير من سلوك المريض في مقابلتي معه بأفضل طريقة ممكنة، سنتحدث فيها عن أربعة إرشادات ستساعدنا في تغيير تفكير المريض و سلوكه.
المبادئ الأربعة الارشادية
(١) مقاومة الرغبة بالتصحيح، (٢) فهم واستكشاف دوافع المريض الخاصة، (٣) الاستماع الفعّال، و (٤) تمكين المريض، يمكن تذكر هذه المبادئ الأربعة بالاختصار RULE: قاوم(resist)، افهم(understand)، استمع(listen)، مكّن(empower).
أولًا: قاوم الرغبة بالتصحيح
الكثير من الأخصائيين غالبًا ما يكون لديهم رغبة قوية في تصحيح أخطاء ومشاكل المريض لتعزيز صحته. عند رؤية مريض ما يسير في المسار الخاطئ، سيرغب الأخصائي عادةً في التدخل ويقول: “توقف! تراجع! هناك طريقة أفضل! “ وتلك خصلة جديرة بالثناء. ولكن المشكلة هي أن هذه الرغبة لها ردة فعل معاكسة تمامًا من المريض، ليس لأن المريض شخص سيء ولكنها الطبيعة البشرية التي تُقاوم أي توجيه مباشر حتى لو كان المريض موقن بداخله بأن لديه عادة خاطئة.
على سبيل المثال من يدخنون بشراهة يعلمون تمامًا أنهم يدخنون أكثر من اللازم وأن للتدخين عواقب وخيمة. لكنهم أيضًا يستمتعون بالتدخين ولا يحبون التفكير في أنفسهم على أنهم “يعانون من مشكلة” ، وبالتالي يفضلون رؤية تدخينهم طبيعيًا بشكل معقول.
الان عندما يحاول الاخصائي تصحيح هذه العادة القديمة للمريض ماذا يحدث؟ إذا قلت ، “أعتقد أنك تدخن كثيرًا ، ويجب أن تقطع هذه العادة وتترك التدخين ، فإن الاستجابة الطبيعية للمريض هي أن يجادل في الجهة المعاكسة تمامًا :” إنه ليس بهذا السوء ، وأنا بخير. ” بعد ذلك سيقوم المريض برفع الصوت ، ليجادل بقوة أكبر، من جهة أخرى إذا تجنبنا التوجيه المباشر سيحدث التالي :
الأخصائي: حسنًا، إذا قررت ممارسة الرياضة أكثر، فلن يساعد ذلك ركبتك فحسب، بل سيساعدك أيضًا على فقدان الوزن وتحسين مزاجك، كما تعلم. التمرين يجعل الناس أكثر رشاقة، وأكثر لياقة، ويشعرون بتحسن.
المريض: نعم، أعرف كل ذلك. ولكن لا يسعني إلا التفكير في أنني إذا مارست الرياضة ستألمني ركبتي، حتى مع الأشياء البسيطة مثل السباحة، فأني سأتسبب في ضرر أكبر لها، على الرغم مما تقوله أنت عن تلك الدراسات التي تقرأها.
قد يكون التوجيه بعيدًا عن المشكلة الأساسية للمريض مناسبًا لبعض المرضى ولكن هناك مبدأ أساسي آخر للطبيعة البشرية: نحن نميل إلى تصديق ما نقوله عن أنفسنا.
إذا كنت تتحدث بطريقة تجعل المرضى يدافعون عن وضعهم الراهن، عن عاداتهم السيئة، ويجادلون ضد تغييرها، فقد تقلل عن غير قصد من احتمالية حدوث تغيير في سلوك المريض. باختصار، إذا كنت تجادل من أجل التغيير ويقاوم مريضك الجدال ضده، فأنت تسير في الاتجاه الخطأ. المريض هو الذي يجب أن يعبر عن رغباته من أجل التغيير، مانريده هو استحضار تلك الرغبات من داخل المريض، وهذا يعني أولاً قمع ما قد يبدو أنه الشيء الصحيح الذي يجب فعله – قاوم رغبة التصحيح!
في العديد من جلسات تغيير السلوك الصحي، إن لم يكن معظمها، يكون المرضى في تناقض طبيعي وقد تسمع منهم جمل مثل: أريد أن؛ قد أكون قادرعلى ذلك؛ أعلم أني بحاجة إلى ذلك؛ ولكن …” هذا هو الوقت الذي قد يتوقف فيه تفكير المرضى ما لم تساعدهم، و لحسن الحظ، هناك الكثير من الأمور التي يمكنك القيام بها لتحقيق ذلك، بدءًا بالمبدأ الارشادي التالي.
ثانيًا : افهم دوافع المريض.
من الطبيعي أن تؤدي أسباب التغيير الخاصة بالمريض وليس أسبابك أنت إلى إحداث تغيير في سلوك المريض. وبالتالي فإن المبدأ الارشادي الثاني هو الاهتمام بثلاثة أمور بـ:
١- اهتمامات المريض. ٢- قيمه. ٣- دوافعه.
وليس قيمك ودوافعك وأسبابك.
مانريده هو أن يتحدث الاأخصائي بطريقة تثير وتستكشف تصورات المرضى حول أوضاعهم الحالية ودوافعهم الخاصة للتغيير (لماذا أتيت للجلسة، مالذي لم تعد قادرًا على فعله؟ ماذا الذي تتمنى أن تقوم به دون الشعور بالألم؟) قد يبدو هذا وكأنه عملية طويلة، ولكن لا بد منها.
يمكن القيام بذلك في غضون المدة العادية للجلسة، إذا كان وقت الجلسةالخاصة بك محدودًا ، فمن الأفضل أن تسأل المرضى عن سبب رغبتهم في إجراء التغيير وكيف يمكنهم القيام بذلك بدلاً من إخبارهم بضرورة ذلك. إن المريض ، وليس أنت ، هو الذي يجب أن يعبر عن رغباته الخاصة لتغيير السلوك.
ثالثًا: استمع إلى مريضك
عندما نتحدث عن الاستماع فنحن نعني أن مدة الاستماع -على الأقل- تكون مثل مدة التوجيه من الأخصائي. ربما تكون التوقعات الطبيعية للمريض هي أن الأخصائي يحمل كل الإجابات، و غالبًا ما تكون كذلك ويأتي إليك المريض للحصول عليها. عندما يتعلق الأمر بتغيير السلوك، فإن الإجابات تكمن على الأرجح داخل المريض، ويحتاج العثور عليها إلى بعض الاستماع.
الاستماع الجيد هو في الواقع مهارة سريرية معقدة. يتطلب الأمر أكثر من مجرد طرح الأسئلة والحفاظ على الهدوء لفترة طويلة لسماع ردود المريض، بل الأفضل التأكد من فهمك لقصة المريض وإجراء التخمينات حول معنى مايقوله وانعكاسه على حياته وسلوكه الصحي.
رابعًا : تمكين مريضك.
يظهر لنا أن النتائج تكون أفضل عندما يأخذ المرضى اهتمامًا ودورًا نشيطًا في خطة العلاج الخاصة بهم. المبدأ التوجيهي الرابع هو مساعدة المرضى على التمكين لاستكشاف كيف يمكنهم إحداث فرق في صحتهم. مرة أخرى ، أفكار المريض ومصادره هي المفتاح هنا. أنت تعلم أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام أمر مهم، ولكن مرضاك هم الذين يعرفون جيدًا كيف يمكنهم بناء ذلك بنجاح في حياتهم اليومية.
يصبح المرضى في جوهرهم مستشاريك في حياتهم الخاصة وهم أفضل السبل لتحقيق تغيير السلوك. دورك المهم في هذه العملية هو دعم أملهم في أن هذا التغيير ممكن وبإمكانهم إحداث الفرق في صحتهم. المريض النشط في الجلسة هو الذي يفكر بصوت عالٍ حول سبب التغيير وكيفيته وهذا النوع من المرضى يمكن التنبؤ بأنه سيقوم بشيءٍ ما تجاه صحته ولو على المدى البعيد.
أنت كأخصائي، يمكنك أن تأخذ ما يقوله المريض من رغبات وخطط لما يريد فعله وتضعها في ذهنك لتوفر للمريض خطة علاجية مثالية. إن تشجيع تغيير السلوك الصحي بشكلٍ فعال في غضون بضع دقائق هي عملية تحتاج الكثير من المهارة والتدريب.
أملنا في تقديم هذا البرنامج هو المساعدة لدعم رغبتك وقدرتك على مساعدة المرضى في التغيير.
وأخيرًا .. تذكر جيدًا قاعدة (RULE)، قاوم، افهم، استمع، مكّن.
انفوجرافيك ملخص الحلقة الأولى
اضغط لتكبير الصور-
رأيك يهمنا :
إن كنت ممن تابع هذه السلسلة الشيقة #كيف_نعاملهم نرجو ان يتسع وقتك لتجيب عن هذه الأسئلة حول المادة العلمية المقدمة لنستثمر آرائك في قادم المبادرات .. https://t.co/noyXV3fvj1
— PTideas Training (@Ptideas_edu) August 4, 2020
المرجع :
Motivational Interviewing in Health Care: Helping Patients Change Behavior
4 thoughts on “سلسلة كيف نعاملهم-الحلقة الأولى”