الإستخدام المفرط للتكنولوجيا وتأثيره على الأطفال .
كتبه : جاسر بن سعد الواردي
عضو لجنة التوعية والتثقيف
جعل الله الأطفال أرضاً خصبة للتكيف على الأشياء المحيطة بهم , ففي مثل أعمارهم تكون قدرتهم كبيرة على تقبل ما تمليه البيئة عليهم , دون ردعٍ منهم لها لضعفِ وازعهم الإدراكي والمعرفي .
وفي ظلِ التكنولوجيا والأجهزة الذكية الآن , وصراع الإيجابيات والسلبيات منها نجد أن كبارنا قبل صغارنا يواجهون مشكلة في كثرة استخدامها .
ولما للطفل ونموه أهمية بالغة , ومطلب رئيسي لإخراج جيل واعٍ وسليم , أردنا التطرق لهذا الموضوع , مبيّنين المخاطر والأضرار :
– العقلية .
– النفسية .
– الجسدية .
*والتي قد تأخر النمو أو تجعل الطفل ينمو على شكل خاطئ* .
تأثيرها العقلي :
إن الأطفال أكثر عرضة للتأثير السلبي بسبب الأجهزة الإلكترونية من الكبار , وذلك أن الجهاز العصبي لديهم يكون في مرحلة نمو وتطور . ومن أهم التأثيرات العقلية هي ” ضمور المخ ” والتي ينتج عن قلة استخدام له عند استعمال الأطفال للأجهزة لمدة طويلة. ومن صور التأثير العقلية أيضاً :
*ضعف الذاكرة وكثرة النسيان :
عند استعمال الأطفال للأجهزة الإلكترونية , يكون الدماغ في حالة كسل وخمول , مما يأثر ذلك على تفعيل الذاكرة ويسبب في ضعف وصول الدورة الدموية إلى مناطق الذاكرة والوعي , وذلك لإستعانتهم للأجهزة بدلاً من تنشيط الدماغ وتدريب قدرته الذهنية .
*قلة التركيز وتشتيت الإنتباه :
في حال أن الأطفال يجلسون ساعات كثيرة أمام الشاشة أو الهواتف الذكية , فإن ذلك يعرضهم إلى الإجهاد العصبي , فيؤثر ذلك إلى قدرة الدماغ على التركيز وزيادة تشتيت الإنتباه عند تلقي الأوامر .
تأثيرها النفسي :
إن الإستخدام الزائد للأجهزة الإلكترونية يلعب دوراً رئيسيا في التأثير على الجانب النفسي لدى الأطفال , تعيقهم عن ممارسة حياتهم الطبيعية , وتعرضهم لمشاكل إجتماعية كبيرة , ولعلنا نعرض بعضاً من التأثيرات السلبية :
الإنعزالية والإنطواء:
يكتسب أطفالنا عالماً افتراضياً أو خيالياً عند استخدامهم للتكنولوجيا , وبهذا تنتج الإنعزاليّة والإنطوائية عن مجتمعهم الحقيقيّ , فيبدأ الطفل في فقدان مهارة التواصل مع الآخرين وربّما أفراد العائلة أيضاً .
وقد تتفاقم وتتطور المشكلة فيصاب الطفل بـ ” التوحّد ” .
العدوانية والإنفعال :
إن الأجهزة الإلكترونية مجال مفتوح دون مراقبة لمشاهدة أي شيء , وأغلبنا لا يلقي بالاً لما يشاهده أطفاله . فمن خلال الأفلام والبرامج العنيفه والتي تحتوي على مشاهد تعدّي وتهجّم قد يكسب الطفل منها صفة ” العدوانية ” , غير مدركٍ لها .
وحين عزل الأجهزة بعيداً عنهم , نرى أنهم يتخذون من “الإنفعال” و”الإمتعاض” طريقة للتعبير , ومن هنا تتكون شخصيتهم العدائية نحو الآخرين .
ضعف الشخصية :
إن الشيء الأساسي لصقل شخصية الطفل هي : تجاربه , واحتكاكه بمن حوله وعندها تبدأ قدراته الشخصية بالتكوّن . إلّا هذا الأمر ينقصه عند كثرة استخدامه للأجهزة , فتصبح شخصيته ضعيفة مقارنة بحوله وهذا يؤدي به إلى فقد الثقة بنفسه .
تأثيرها الجسدي :
الأطفال في أعمارهم لابد لهم من النمو الجسدي بشكل صحيح, والذي يجعلهم يمارسون حياتهم الطبيعية والوظيفية بشكل سليم في المستقبل . إلّا أن هذا الشيء يتعارض تماماً في عصر التكنولوجيا , وإن من أخطرها عليهم هي ” الأضرار الجسدية ” .
العين :
لا شك أن الجوهرتين ” العينين ” هي من أهم الأشياء التي يمتلكها الطفل , ويكمن ضرر الأجهزة الإلكترونية في إجهادها عند الإستخدام الطويل مما يؤدي إلى ضعف العضلات المسؤولة على النظر والتركيز , فينتج عن ذلك ضعف وضبابية في الرؤية , وقد يكون سبباً في جفاف العين نفسها , وقد تسبب أيضاً قصوراً في النظر .
العضلات :
إن العضلات تتماشى على عقيدة ” إستخدمها أو ستخسرها ” , وقياساً على ذلك فإن جسد الطفل يكون في حالة خمول تام وعدم الرغبة في الحركة عند استخدام الأجهزة , مما يؤول بالعضلات إلى الضعف والضمور , فيفقد بذلك قدرته على المشي أو فقد التوازن في الحركة.
الفيتامينات :
تكمن فائدة الفيتامينات و أهميتها في تطور ونمو الجسد والإستمرار في الحياة , فيحصل النقص للطفل نتيجة فقدان الشهية عند استخدام الأجهزة , فيضعف من مناعته الصحية وقد يؤدي به إلى بعض الأمراض كـ ” فقر الدم ” و ” لين العظام ” .
تشكّل غير طبيعي :
قد لا يعي الطفل بأهمية الجلسة الصحيحة أثناء إستخدامه للهواتف الذكية , لأن عظامه وعضلاته تكون في مرحلة تكوين ونمو , فتبدأ بالتشكّل الخاطئ نتيجة الوضعية الغير طبيعية , فيؤدي إلى ضعف العضلات وليونه في المفاصل .
ومن أكثر التشكلات الغير طبيعية :
-جلسة W .
– إنحناء فقرات الرقبة على المدى الطويل .
ختاماً :
قد لا نستطيع منع أطفالنا من الأجهزة الإلكترونية وهذا أمر طبيعي لما تشكله من أهمية لديهم , لكن باستطاعتنا إرشادهم للإستعمال الصحيح لها , والتقنين منها بشكل يجعل الطفل أقل عرضة لتلقي أضرارها .
مقال رائع جداً وموضوع خطير يهدف الى توعية مجتمعنا لمخاطرالأجهزة على الأطفال ..
وأيضاً كل ماجاء فيه شاهدناه في الواقع..
سلمت يد من كتبة وبحثة لتظهرلنا بهذاالمقال المقنع والمفيد واتمنى من كل قلبي ان يحرص كل أب وأم على أطفالهم من هذا الوباء القاتل الذي صار يفتك بأبنائنا وأطفالنا ونحن غافلون عنهم .
حفظ الله أطفالنا من كل مكروه.