التراكم الذري للمعلومات

Standard

إن العلاج الطبيعي في حقيقته تراكم معلوماتي هائل تتشكل بداخله ملايين الروابط التي تحافظ على ثباته ليُصنف كمسار علمي . وكأي مسار علمي آخر فإن له العديد من الثوابت التي يرتكز عليها و الفهارس التي يرجع إليها ولولا هذا كله لأنتفت صفة العلم عنه ولأصبح هباءً تذروه الرياح . وكذا الباحث في هذا المجال فإن لم يكن متماسكاً من الداخل ويعرف مرجعيته المعلوماتية فهو لا يعدو كونه جاهلٌ ممتلئ بالمعلومات دوناً عن ما يربط بينها وهو الذي يختلف بطبيعة الحال عن الجاهل الفارغ الذي لا يمتلك المعلومة ولا رابطها.

image

و الاصل في العقل البشري انه جهاز تحليلي منطقي . يعالج كل معلومة يتلقاها بحسب معاييره التي تختلف بداخل كلٍ منا ، إلا أن هذا كله قد يختفي لتتكون عقلية الـ scanner أو العقلية الناسخة كما أحب أن أسميها . هذا يحدث عندما يعمد أحدنا إلى إيقاف ملكات عقله ويلجئ إلى حصد المعلومة دون أن يربطها بأخرى أو يوثقها بمصدر لاهثاً بهذا الفعل خلف معرفة هشه تتحطم مع أول ( لماذا أو كيف ) تصطدم بها .

أو العقلية العاكسة reflex mind ، وهذه نراها كثيراً بفعل مواقع التواصل الإجتماعي فصاحب هذه العقلية باحث جيد لكنه لا يهتم بأن تحتفظ ذاكرته بشي في داخلها انما يحصد المعلومة ليطلقها على الفور في صفحته التثقيفية المليئة بالمتابعين الشغوفين بالماثل المتفوق خلفها . و بحسب خبرتي المتواضعة أؤمن أن اصحاب هذه العقلية لا يكونون اختصاصيين ناجحين بالغالب .

اذاً مالمطلوب من كل ما سبق ؟

image

إن جُل ما نحتاجه لننبغ في مجالنا وفي غيره هو إعادة التصنيف ، صنف عقلك وصنف طريقتك في جمع المعلومات . أعرف أين موطئ قدميك كي تفهم الطريق و تحسن الإنطلاق .

إن معلومة بلا مرجع هي فشل ذريع و معلومة بلا رابط تخبط خطير .. فلا تفشل ولا تتخبط بل سر بخطى ثابتة ولو بطئت في مجالك . تحقق من الخطوة القادمة و أحفظ معالم الخطوة التي سبقتها ، وأحذر أن تنسى وإذا نسيت فأرجع وقف حيث ضاع علمك ولملمه في صدرك وعقلك ثم عاود السير .

وبما أنني أكتب هذا المقال في خضم أزمة دولية تمر بها البلاد فلابد أن أنوه إلى أننا نحتاج أن نعمل بوطنية ، أن نكرس جهودنا كي ننجح كي نصبح في ذواتنا مراجع حقيقية لتخصصنا لا من أجل أنفسنا بل من أجل أن نحقق حلم الإكتفاء بالكادر الشعبي دون الإضطرار إلى إدخال غرباء إلينا نشتري منهم المعلومة بالمال و المجاملة والتزلف ثم يرحلون وللعلم بقية لم نحصل عليها ونحن نستحق أن نفعل .

لفتة أخيره .. إن الذي يعمل ويتعلم بلا هدف يسير إلى اللا غاية . لذا حدد دافعك و أكتبه وضعه على مرءاتك ، مكتبك ، سيارتك ، أو حتى معلقاً على تلفازك كي تتذكر دائماً أن لا تنسى . وصدقني هذه الطريقه تنجح دائماً .

4 thoughts on “التراكم الذري للمعلومات

  1. PT.BAYAN

    مقال يستحق أن نقف عنده كل منا يجب عليه أن يضع هدفه ودوافعه وان لايعتمد بكتابة على الاتكالية وان يستخدم عقله ويرسم أفكاره. .

اترك رد