هل توجد علاقة بين الالام العضلات والمفاصل والمهام المنزلية؟

هل توجد علاقة بين الالام العضلات والمفاصل والمهام المنزلية؟
Standard

المهام المنزلية ,ماذا تقول الدراسات والأبحاث؟

اعداد المحتوى : سلوى محمد،فاطمة الجبر ،مريم اسماء ملكا

الأعمال المنزلية عرفت بأنها أعمال تقوم بها النساء في الأغلب ،وتشمل :

  • الروتين والمهام المنزلية مثل التنظيف ،الطبخ والغسيل …الخ.
  • واجبات العائلة من إنجاب الأطفال و مسؤوليات الرعاية الأخرى.

وكل هذه المهام تتطلب قدرا عاليا مستمرا من الطاقة الجسدية ،النفسية والعاطفية.

وبالرغم من زيادة معدل مشاركة الرجل في المهام المنزلية الإ ان المرأة مازالت تقوم بضعفي مهام الرجل فيها. 


التوزيع العادل للمهام المنزلية بين الزوجين عادة ما يرتبط في:

  • الشعور العدل أفضل لدى النساء
  • انخفاض معدل الاكتئاب
  • شعور أفضل بالرضا عن الحياة الزوجية.

(Shelton and John 1996, Bianchi et al. 2000, Coltrane 2000).

( Scott Coltran 2004)


عوامل أظهرت علاقة وثيقة بنسبة التعرض لمشاكل المفاصل والعضلات مع المهام المنزلية:

  • العوامل نفسية واجتماعية مثل : التوتر المرتبط بأعمال المنزل، عدد الأطفال والاهتمام بالصحة
  • العوامل جسدية مثل : الشعور بالإجهاد في نهاية يوم عمل شاق، العمل لساعات طويلة في وضعيات غير مريحة و المهام التي تتطلب استخدام اليد بشكل متكرر. 

(R.R. Habiba 2010)


الضغط المجتمعي والعمل لساعات طويلة :

احد الدراسات التي اجريت في لبنان في منطقة نبأ والتي استهدفت شريحة منخفضة الدخل، وجدت بأن النساء قد يعلمن لساعات طويلة بسبب تعرضهم للضغط المجتمعي و نظرة الأهل والجيران بأن المنزل يجب ان يكون نظيفا دائما. وفي نفس الوقت العديد من النساء يربطون شعورهم بالرضا عن أنفسهم في انجاز الاعمال المنزلية.

(Habib et al. 2006a)


هل يمكن ان تكون المهام المنزلية مجهدة بقدر الوظائف المدفوعة؟

  • وجدت دراسة ٢٠٠٣ – ٢٠٠٤ بأن أداء المهام المنزلية يمكن آن يستهلك طاقة تتجاوز بعض الأعمال او الوظائف المدفوعة.Sujatha et al. 2003, Brooks et al. 2004)

هل المتزوجات اكثر عرضة للالام المفاصل والعضلات اكثر من غيرهم؟

  • دراسة أجريت ٢٠٠٦ في لبنان وجدت ان مشاكل العظام والعضلات نسبتها اكبر لدى النساء المتزوجات. (Habib et al. 2005)

هل توجد علاقة بين مشاكل المفاصل والعضلات والمهام المنزلية؟

  • تشير عدة دراسات لوجود علاقة بين الأعمال المنزلية و ظهور مشاكل الأطراف العلوية، والسفلية أو أسفل الظهر. (Habib et al. 2006a)

الالام الجهاز الحركي والمهام المنزلية

يُعتقد أن العمل هو أحد أكثر العوامل فاعلية على جودة حياة المرأة، والواقع أن مستوى تعليم المرأة ووضعها الوظيفي من المتوقع أن يكونا مرتبطين بشكل إيجابي بتمكين المرأة وبالتالي يؤثران على نوعية حياتها.  ولكن عندما تعمل في المنزل من غير ترتيب للأولويات وبشكل عشوائي سيعكس عليها بصورة سلبية اكثر.

لدينا الكثير المشاكل في العيادة بعد شهر رمضان المبارك والسبب أعمال المنزل! 

 غالبًا ما تكون النساء مسؤولات عن مهام مثل إزالة الغبار وغسل الأطباق وتنظيف النوافذ والمرايا والأسرة التي يمكن أن تؤدي إلى ضغوط جسدية ونفسية ايضًا! 

 -تشير الدراسات السابقة إلى أن انتشار آلام العضلات والعظام بين النساء أكثر شيوعًا من الرجال، كما أن النساء الأكبر سنًا يعانين من آلام العضلات والعظام أكثر من الرجال الأكبر سنًا.

  • ألم الظهر يأتي في المقدمة ثم ألام الكتف. 

 -يعد ألم الجهاز العضلي الهيكلي (MS) مسؤولاً عن نوعية الحياة وانخفاض الإنتاجية.  

-توضح دراسة العبء العالمي للأمراض لعام 2010 تأثير أمراض الجهاز العضلي الهيكلي باعتبارها ثاني أكبر سبب للإعاقة على مستوى العالم في جميع مناطق العالم.  

-تعد جودة الحياة (QoL) مؤشرًا مهمًا على عبء أمراض الجهاز العضلي الهيكلي (MSK).

 بالنظر إلى تأثير صحة المرأة على صحة الأسرة بشكل عام وفيما يتعلق بترتيب الألولويات و في المسؤولية المشتركة بين الرجل والمرأة في الأسرة.


يعزز ظهور هذه المشاكل وتحولها المزمنة عوامل مثل:

  • إطالة ساعات الوقوف أثناء العمل.
  • التنقل من عمل لأخر بدون اخذ فاصل راحة.
  • وبالعكس احيانا الراحة المفرطة لدرجة قلة الحركة وترك كل شيء.
  • ترك كل اعمال البيت على شخص واحد فقط.
  • عدم ترتيب اولويات المهام المنزلية.
  • الأمراض المزمنة الغير متحكم بها مثل الروماتيزم.
  • عدم الحصول على ساعات راحة أو نوم تعادل الجهد المبذول عادة.
  • ضغوط الحياة وقلة تقدير الأسرة لجهد الأم او ربة المنزل.
  • عدم تصديق الألم والإستخفاف بالضغط الذي قد تتعرض له الأم بسبب عمل المنزل فقط.

التدرج والتأقلم في الأنشطة /المهام

بعض الأفكار : 

  • اختيار الأنشطة/المهام حسب احتياجاتك بشكل متسلسل حيث يلعب عامل الوقت دور في التأقلم.
  • المهام أو الأنشطة المحددة / المتدرجة يجب ان تكون جزءا من نشاطات حياتك اليومية مثلا : كتابة في ورقة المهام اللازم آدائها وتشطيبها إن أدت ، عزل النلابس حسب الألوان الأبيض ،الأسود اوالملون قبل وضعها في جهاز الغسيل.
  • التدرج يعني : تنظيم أو وضع على شكل مقاييس تنصف حسب القياس، الجودة أو الشدة.
  • التدرج يتضمن وضع الأهداف ومراقبة مدى تحقيقها من حيث الجهد والوقت الذي يحتاجه والتفاصيل اللازمة لآدائها.
  • يكتسب المعالج ويمكن ان يساعد في فهم مهارة تحديد التمارين المناسبة حسب حالتك نمط حياتك عن طريق الخبرة والتجربة.
  • تصنيف النشاط يشبه تمهيد الطريق لك يسهل النجاح في آدائها.
  • يمكن أيضا النظر لتصنيف النشاط من زاوية النمو والتطور الطبيعي للفرد، فكشخص بالغ يتطلب مهارات غبر الذي يتطلبه الفرد الصغير.
  • تصنيف المهام يستعمله المعالج من أحل تطوير مستوى اداءك.

التكييف

ونقصد هنا تكييف الأنشطة أو الإعداد لتتناسب مع احتياجات الفرد.


اذا ماهي بعض الحلول والمقترحات التي يمكن ان تساعدنا هنا؟

وجهة نظر تخصص العلاج الطبيعي في ادارة الجهد البدني للمهام المنزلية 👇🧘‍♀️

  • تقوم بتصنيف أعمال المنزل حسب طاقتها مثلا أداء المهام التي تتطلب طاقة كبيرة صباحا إن كانت ممن تكون طاقتها في أوجها صباحا والعكس بالنسبة لمن طاقتها تمون كبيرة مساءا. كتابة قائمة اولويات لمهام البيت مثال:
    اكتبي اهم ٣ مهام واعيدي جدولة البقية.
    لا يمكن تأجيل الطبخ ،لكن يمكن تأجيل تنظيف الملابس.
    الهدف إتاحة فرصة استرخاء بين المهام، توزيع الجهد بشكل مناسب.

  • ادارة الطاقة : لاشك بأن الطاقة تختلف من شخص الآخر وربة منزل لأخرى، لذلك على ربة المنزل كي تحافظ على صحتها الجسدية من أي تدهور نتيجة ضغط زائد على طاقتها أن تعرف حدود طاقتها ،تتقن توزيع المهام وتعتمد على أدوات تساعدها على تدبير أعمال المنزل مثل غسالة الصحون عوضا عن الغسل اليدوي.
  • اخذ راحة قبل الوصول لمرحلة الإنهاك المطلق:
    اذا كانت الأم او ربة المنزل تتعب بالعمل لمدة ساعة ،يفضل ان تأخذ فاصل العمل كل ٤٠ الى ٣٠ دقيقة.
  • تفويض المهام قدر الإمكان:
    لا يدرك أفراد العائلة عادة ان الأم قد تنهك نفسها لتخفف عنهم او توفر لهم شيء يحبوه وقلما قد تطلب المساعدة صريحا، لهذا بادر انت واعرض خدماتك في اخذ بعض مهامها.
    اداء المهام المنزلية لا يجب ان يقتصر على فرد واحد فقط.
  • الراحة المطلقة ليست حلًا:
    تجنب الحماية المفرطة وترك الحركة نهائيا ،بالعكس النشاط البدني يساهم على حفظ صحة امهاتنا حتى في أعمار كبيرة. الدعم والمساندة بتوزان افضل حل هنا.
  • النوم ثم النوم:
    يلعب النوم الجيد دورا هاما في تخفيف التعرض للالام. ودعم المحافظة على الطاقة لأداء المهام اليومية.
  • الاسترخاء :
    امنح نفسك وقتا خاصا تقضيه فيما تحبه بعيدا عن أعباء الأسرة، ساعة يوميا لنفسها قد تكون فكرة جيدة. ساعة لتشرب كوبًا من مشروبها المفضل او تتابع برنامجها المفضل بعيدا عن كل شيء 🙂

وأخيرًا ، الكلمة الطيبة ،تصديق التعب وتقديم العون في الوقت المناسب قد يعزز التعافي من كل هذه الأثار بشكل مذهل مما قد تتصور 💪
و لا تتردد في طلب استشارة اخصائي العلاج الطبيعي في حال واجهت مشاكل حركية اعاقت أداء مهامك اليومية، كما يمكن ان يساعدك في تصميم برنامج تمارين يناسبك عمرك ومستواك وظروفك الخاصة.


مراجع:

Musculoskeletal disorders among full-time homemakers in poor communities

Hard work at home: musculoskeletal pain among female homemakers

إقرأ أيضا : رمضان و الأعمال المنزلية – فهم العوامل المؤثرة في تجربة الألم

ولنا في التفاؤل : حياة.

Standard

قد قدّر الله علينا في هذه الدنيا أن نواجه من مشقاتها وأتعابها والأمور الغير متوقع منها الشيء الكثير , ولِمَا لله من عدل في ذلك فإنّه قد أمدّنا بهبة عظيمة , هِيَ مَن تعيننا على الثبات في حال واجهنا رياح الصدمات , وهي أيضاً من تجعل سفينة التقدم تستمر إذا ما حاولت أمواج التراجع والهوان أن توقفها , وهي هبة : التفاؤل .

 

أعدّه : جاسر بن سعد .

راجعته : نورة عبدالرزاق .


ولنا في التفاؤل : حياة .

*مقدمـة :

قد قدّر الله علينا في هذه الدنيا أن نواجه من مشقاتها وأتعابها والأمور الغير متوقع منها الشيء الكثير , ولِمَا لله من عدل في ذلك فإنّه قد أمدّنا بهبة عظيمة , هِيَ مَن تعيننا على الثبات في حال واجهنا رياح الصدمات , وهي أيضاً من تجعل سفينة التقدم تستمر إذا ما حاولت أمواج التراجع والهوان أن توقفها , وهي هبة : التفاؤل .

قد قالوا عنها الأخوان ميريام ( جورج + تشارلز ) و ويبستر في كتابهم ( Merriam-Webster ) : ” إنّ التفاؤل هو الرغبة في وضع التفاسير الملائمة على الأحداث وتوقع أفضل النتائج الممكنة منها ” .

أمّا رسولنا الكريم فقد بسّطه حين قال لصاحبه رضي الله عنه في الغار والأخطار محدقة بهم : يا أبا بكر , ما ظنّك بإثنين الله ثالثهما ؟ . يا أبا بكر لا تحزن إنّ الله معنا .

فمهما اشتدّت الظروف وتكابلت عليك الوقائع وضاقت بك السبل , فثق تماماً أنّ بعد العتمة  المحدقة شعاعاً ينير لك الطريق .

إنّ التفاؤل يلعب دوراً أساسيا في نشاطاتنا المختلفة, وبمثل ما جُعل الطعام غذاء للجسد فإنّ التفاؤل جُعل غذاء للروح , بدونه النفس تذبل وتموت.

 

وفي هذا المقال بإذن الله سأتطرق عن دور التفاؤل في ثلاث :

  • الحياة الإجتماعية .
  • العملية .
  • الصحية وتأثيره في النتائج العلاجية للمرضى .

 

 

التفاؤل بنظرة علمية :

لاشك أن التفاؤل والأشياء المضادة لها وهي : التشاؤم , اليأس , وما الى ذلك من المفردات والمعاني هي التي تعطي حياتنا الصبغة الخاصة بها , فهي التي تسيّرنا نفسيّاً في تعاملنا مع الأحداث وكيفية الخروج منها إمّا سِلباً أو إيجاباً .

بل إنّ بعض العلماء قد جعلوها من ضمن الأشياء الوراثية التي تكون عند بعضهم إمتداداً من الأب والأم , ومنهم من يقول أنّها أشياء مكتسبة ,فإذا كان المحيط متفائلاً بطبعه فإن ذلك ينعكس على الشخص والعكس صحيح .

 

*أثر التفاؤل على الحياة الإجتماعية :

إنّ الدور الذي يقوم به التفاؤل في حياة الفرد كبير جداً , فهو يحسّن ويرفع مستوى المعاشرة بين المرء وزوجه , وبين الوالدين والأبناء , حيث الحياة الهانئة الخالية من التعسّف والكآبة, و يجعل منه شخصاً فعّالاً ومساهماً في مجتمعه , معطاء لا متطلِّب ,ومن هنا مكمن التعايش المجتمعي حيث يؤازر بعضه البعض .

وما غير ذلك فإنّه يكون انطوائياً ومنعزل أو أنّ مجتمعه بأنفسهم ينعزلون عنه , حيث أنّ النفس البشرية مجبولة على حبّ الروح الطيّبة , التي تزرع في دواخلها حُبّ الحياة والبعد عن الموت المبكّر بالتشاؤم .

 

*أثر التفاؤل على الحياة العملية :

إعتكف العلماء على دراسة النفس والنتائج المترتبة عليها , ومن ذلك حرصهم على دراسة الأنفس المختلفة ودورها في المتطلبات الوظيفية , حيث أثبتت دراسة هندية وتركية أجريت على 527 موظّف دور التفاؤل في ارتفاع الأداء والإنتاج الوظيفي والرضاء التامّ عن أعمالهم . كما أثبتت دراستين أمريكيتين أنّ التفاؤل يزيد من معدل التحصيل العلمي لدى الطلاب وقد نصحت إحداها بزرع هذا المفهوم لديهم وتعزيز الثقة فيهم لِما لهما من علاقة طردية .

 

 

*دور التفاؤل في نتائج المرضى  :

إنّ دور الأطباء والمعالجين لا يقتصر على الجانب المرضي فقط , بل إنّهم يهتمون أولاً إلى العامل النفسي لدى المريض حيث أنّه نصف العلاج , وهو القاعدة التي تُبنى عليها الأسس العلاجية , وهو المحفّز أولاً وأخيراً .

وحيثُ أنّ أغلب تعاملاتنا تكون مع الأمراض المزمنة أو الحالات الكبيرة التي حتّمت على أصحابها العيش معهم لمدة من الزمن , وما لذلك من أثرٍ سلبي في أنفسهم فإنّ في ذلك تكمن فائدة التفاؤل وبثّ الإيجابية لديهم وما تؤول بصاحبها من نتائج .

من هنا أثبتت دراسات أن التفاؤل يؤدي إلى تقليل خطورة الإصابة بالأمراض القلبية والإكتئاب والجلطات , بل إنّه ينظم هرمون الكورتيزول الذي بدوره يعمل على تنظيم ضغط الدم ويساعد في التعامل مع الإجهاد والضغوط . وعلى العكس فقد وُجد أن المتشائمين ينقص لديهم هذا الهرمون مما يجعلهم يعانون الكثير في مواجهة الالآم والمشكلات الجسدية .

 

*علاقة التفاؤل مع الآلام العميقة :

قد نجد الكثير من مرضى المشكلات المزمنة (الآم أسفل الظهر ,مثلاً) أنّهم يفقدون القدرة على أداء الوظائف اليومية أو يصابون بالعجز الذي يمنعهم ويحدهم عن الحركة , بالرغم من أنّ مشكلتهم وحدها لا تؤول إلى ذلك , ويطلق على هذا : الألم الكارثيّ .

فقد يختلف التعاطي مع الألم من مريض إلى آخر , منهم من لا يعتبره شيئاً خطيراً وغير مهددّ فيستمرون في ممارسة حياتهم الطبيعية , ومنهم من يدخل في دائرة الخوف منه فينشئ لديهم تكيّف سلوكي خاطئ يعزز لديهم مفهوم الألم المصاحب والمضاعَف أثناء تحركاتهم ,

فيميلون إلى السكون وتقليل النشاط خوفاً من تفاقمه ,  ومن هنا يتم تفسيره عن طريق ” نموذج تجنّب الخوف ” الذي يقوم بدراسة واستنتاج هذه الحالات .

 

 

*ما العمل ؟

من غير اللائق تحديد أهداف ومتطلبات ونتائج ويتم وضعها وقياسها على كل المرضى لنفس المشكلة , فـ اللباس الواحد لا يلائم الجميع . وباختلاف العوامل الوظيفية والشكلية , فيوجد لدينا عوامل نفسية وشخصية مختلفة وعلى هذا الأساس يتم التعامل .

فمن خلال ” اختبار توجّه الحياة ” أو بمسمى آخر ” اختبار التكيف حسب الظروف مع الحياة ” يتم طرح ما يعادل عشر عبارات للمريض وعليه يبني الإجابة بـ ” أتفق وبشدة , أتفق قليلاً , لا أتفق ولا أختلف , أختلف قليلاً , أختلف وبشدة ” . يتم بعدها حصر وجمع النتائج لقياس مدى التفاؤل والإيجابية لديه , وهو أمرٌ ينقص الكثير من الأخصائيين الذي يبدؤون بالعلاج اليدوي قبل النفسي ويعانون من إستمرارية الألم لدى المرضى على الرغم من ذهاب المشكلة وعلاجها.

إنّ باستطاعتنا ترسيخ مفهوم التفاؤل حتى لدى المرضى المتشائمين عن طريق تحفيزهم والعمل على التغلب على الحواجز النفسية أو بإستخدام ” تقنية معالجة السلوك والمعرفة ” والذي ينصح فيها علماء الألم حيث أثبتت فعاليتها في الإصابات المزمنة .

ومنطق هذه التقنية أن كثير من الناس بشكل عام والمرضى بشكل خاص لديهم نمط إدراك سلبي مختلف , وهذه الأنماط تأثر فيهم تأثيرا سلبياً يجعلهم يستصعبون ويتهاونون في الوصول إلى أهدافهم , فتهدف هذه التقنية إلى تحويل الإدراك السلبي إلى إدراك إيجابي وإعادة تحفيز الرغبة إلى تحقيق الأهداف المأمولة عن طريق زرع التفاؤل والعمل به .

 

*ختاماً :

إنّ الله لم يخلقنا أجساداً فقط , بل جعل فينا أحاسيس بها نسمّى : أحياء , وبدونها نحن : أموات . ولما للتفاؤل دور في إضفاء السعادة على النفس وتزكيتها بحبّ الخير فإننا بدورنا يجب علينا استيعاب ذلك , ولنعلم أنّ المرضى لا يأتون إلّا والآمال معقودة علينا بعد الله سبحانه , فقد جاءوا بأجسادٍ مُنهكة , وعقولٍ متعبة . ويجب علينا تعزيز مفهوم التفاؤل وتعديل المفاهيم الخاطئة المترسبة في عقولهم قبل البدء في علاج أجسادهم ,فما المرضى الذين نتعامل معهم إلا تكوينٌ من نسيج رقيق هي : المشاعر , بعيداً عن أجسامهم الصلبة .

 

قد قال تشرشل يوماً :

إنّ المتشائم يرى صعوبة في كل فرصة , بينما يرى المتفائل فرصة في كل صعوبة .

 

إلى اللقاء .

 

 

روابط الدراسات :

– Uma Sankar Mishra, Subhendu Patnaik, Bibhuti Bhusan Mishra. Role of hope in job satisfaction and stress. 2016.1729.1736.

-Metin KAPLAN, Durdu Mehmet. The Relationship Between Psychological Capital and Job Satisfaction: A Study of Hotel Businesses in Nevşehir. 2013;20(2):233-242.

– Eric S. Kim, Nansook Park, Christopher Peterson. Dispositional Optimism Protects Older Adults From Stroke. 2011;42:2855-2859

النقر للوصول إلى u0015_0000001_0000236.pdf

 http://digitalcommons.wayne.edu/cgi/viewcontent.cgi?article=2297&context=oa_dissertations