ماهي العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند تشخيص وعلاج المرضى؟ International Classification Of Functioning – ICF

Standard

المقدمة :

ماهي العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند تشخيص المرضى ؟ وهل يجب أن يكون تركيزنا على المشاكل الجسدية فقط ؟ أم يجب أن تكون نظرتنا أوسع لتغطي بقية العوامل مثل أنشطة المريض اليومية، ودرجة تفاعله مع محيطه، وتأثير نفسيته وبيئته على صحته الجسدية ؟ والسؤال الأهم هل بإمكاننا جمع كل هذه العوامل في إطار واحد للاستفادة منها في التشخيص والعلاج ؟

أنشئت منظمة الصحة العالمية (WHO) نظام تصنيف سُمي بـ (التصنيف العالمي للصحة والإعاقة والوظائف الحركية) – (International Classification Of Functioning, Disability and health) والمعروف اختصارًا بـ (ICF)، حيث كان الهدف الأسمى من إنشاء هذا النظام هو جمع العوامل التي تؤثر على صحة المريض في إطار واحد، لتكون الصورة كاملةً لدى مقدمي الخدمات الصحية؛ ليصبح الطريق لتحديد المشاكل والأسباب واضحًا، وأيضًا لتتضح ملامح الخطة العلاجية.

حسنًا، والآن قبل أن نتطرق للجوانب العملية التطبيقية لهذا التصنيف، هنالك بعض الجوانب النظرية، والتي سنغطيها بشكل مختصر…


أهداف الـ ICF :

  • ١- تقديم قاعدة علمية تساعد في فهم ودراسة المشاكل الصحية وما يتعلق بها.
  • ٢- إنشاء لغة تواصل تضمن تغطية جميع ما يتعلق بالمشاكل الصحية بين مقدمي الرعاية الصحية.
  • ٣- أرشفة جميع العوامل التي تتعلق بالمشاكل الصحية لتسهل مقارنتها بين الدول وبقية القطاعات الصحية.

تطبيقات الـ ICF :

يمكن الاستفادة من هذا النظام التصنيفي في الجوانب التالية:

١- في الجانب السريري سواءً في التشخيص أو العلاج.

٢- في الجانب البحثي لقياس المتغيرات وجودة الحياة الصحية.

٣- في الجانب الإحصائي وجمع البيانات.

٤- في الجانب التعليمي لزيادة الوعي المجتمعي عن العوامل التي تتعلق بالمشاكل الصحية.


ماهي العناصر التي يتكون منها الـ ICF ؟

ينقسم الـ ICF إلى قسمين أساسين، تندرج تحتهما بقية البنود :

القسم الأول : Components of Functioning and Disability – والذي تندرج تحته البنود المتعلقة بوظائف الجسد والإعاقة، المظللة باللون الأحمر في الصورة السابقة، وهي كالتالي :

١– Health Condition : ويقصد بها الحالة الصحية للمريض بشكل عام، وفي هذا البند تتم كتابة الـ Disorder or Disease.

٢-Body Functions and Structures ويقصد بها الوظائف الحيوية والفسيولوجية ، والوظائف التي تتعلق بالأجزاء التشريحية، كأعضاء الجسد وأطرافه، وفي هذا البند تتم كتابة الـImpairments والتي يقصد بها المشاكل المتعلقة بهذه الوظائف، سواءً تعطلت تمامًا أو تأثرت بشكل جزئي.

٣- Activities : ويقصد بها الأنشطة اليومية التي يقوم بها الفرد خلال يومه، وفي هذا البند تتم كتابة الـLimitation والتي تشير إلى الصعوبات التي يواجهها الفرد لإتمام أنشطته اليومية.

٤- Participations : ويقصد به درجة اندماج المريض وتفاعله مع الحياة من حوله، وفي هذا البند تتم كتابة الـRestrictions والتي ترمز إلى المعوقات التي قد تمنع المريض من الإندماج والتفاعل مع الحياة من حوله.

القسم الثاني : Components Of Contextual Factors – والذي تندرج تحته البنود المتعلقة بشخصية المريض وبيئته المحيطة، والمظللة باللون البنفسجي في الصورة السابقة، وهي كالتالي :

١- Environmental Factors : وهي العوامل التي تتعلق سواءً بالبيئة الإجتماعية التي يعيش فيها المريض، أو طبيعة وتركيبة المكان الذي يعيش فيه.

٢- Personal Factors : ويقصد بها العوامل المتعلقة بالمريض (مثل عمره وجنسه وتعليمه) ويقصد بها أيضًا العوامل النفسية الداخلية.


أمثلة عملية على تطبيق الـ ICF :


علاقة عناصر الـ ICF ببعضها:

أحد أهم العناصر في هذا التصنيف هي الأسهم الموجودة فيه، والتي تعكس تأثير كل عنصر فيه على بقية العناصر، وعلى سبيل المثال لا الحصر في مجال الأطفال وخاصةً مع أطفال الـ CP، يوجد تأثير كبير لعنصر الـ Participation على وظائف الطفل الحركية، وهذه العلاقة تم اثباتها في إحدى الدراسات، حيث وجد الباحثون أن هنالك ثلاثة عناصر تؤثر بشكل مباشر و واضح على وظائف الطفل الحركية، وإحدى هذه العناصر هو دمج الطفل في البرامج المجتمعية كما هو موضح في الصورة التالية.

ICF

والأمر ذاته ينطبق على مرضى الألم المزمن وتأثير العوامل النفسية والإجتماعية على شدة ألمهم، والأمر ذاته أيضًا ينطبق على بقية الحالات في مختلف المسارات.


الخاتمة :

إنّ النظرة الواسعة والشاملة لحالة المريض، وتغطية جميع الجوانب الحركية والنفسية والإجتماعية والبيئية، هي ما سيميز الخطة العلاجية، وباستخدام هذا التصنيف سيصبح بإمكاننا دمج جميع هذه العوامل في إيطار واحد، لنأخذ بعين الإعتبار كل ما قد يؤثر على حالة المريض.

ربما قد تكون هنالك بعض المعوقات التي قد تواجهنا عند استخدام هذا التصنيف، وهذا ليس عذرًا، ولكن أضعف الإيمان هو أن نغير طريقة تفكيرنا ونجعلها على هذا الأساس عند التعامل مع مختلف الحالات في مختلف المسارات.

شكرً جزيلًا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حسابي على تويتر : @Khalid_Hs1


المراجع :

One thought on “ماهي العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند تشخيص وعلاج المرضى؟ International Classification Of Functioning – ICF

اترك رد