إنارة * :

إنّ ما يميّزنا عن السابقين لنا هو تطور العلوم وتقدمها , فقديماً كان الأصل في العديد من المشكلات هو : الجهل , وعدم التفكير في إيجاد الحلول لها متذرعين بأنها إرادة الله فقط . وهذا صحيح إلّا أنهم لم يدركوا أن الله لم يجعل الأمور هملا , وإنّما جعل لكل شيئاً سببا , وطلب منا إتباع هذه الأسباب ومعرفتها . ونحن في فريق أفكار العلاج الطبيعي نعمل على نشر الوعي في المجتمع حول العديد من الأمور التي قد تحتاج إلى توضيح ليعيها الناس , ومنها الأمراض التي تُصاحب أطفالنا حين ولادتهم . وفي هذه المقاله سأتناول أحد المشكلات الشائعة التي يحتاج الناس أن يعرفو أكثر حول جوانبها ألا وهي خلع الورك الولاديّ .. إعداد طالب العلاج الطبيعي : جاسر بن سعد

مقدمة:

إنّ مشكلة خلع الورك الولادي تقع في حال ولادة الطفل بورك غير ثابت في مكانه , ويكون ذلك نتيجة النمو الغير طبيعي لمفصل الورك في المراحل المبكرة من تكوين الجنين ,وتتزايد المشكلة مع التطور العمري للطفل, ويحدث الخلع في الكرة الأفقية للعظم بحيث تخرج عن التجويف الخاص بها , ويكون ذلك أثناء حركة الطفل .

الأسباب :

قد تكون الأسباب الرئيسية لخلع الورك الولادي غير معروفة ومجهولة السبب في العديد من الحالات , إلا أن هناك العديد من الأسباب الثانوية التي قد تدخل ضمنياً في تسبب هذا الأمر , وهي :

ضعف مستوى الحمض السلوي ( الأمنيوتي أو الأمنيوسي ) الذي يسمح ويسهل الحركة وينمي الهيكل العظمي والعضلات للجنين في رحم الأم .
إحتباس الجنين داخل الرحم وذلك لضعف مرونته وضيقه في حال الولادة الأولى .
وجود حالات مماثله سابقة في العائلة .

من الأكثر عرضه للإصابة وماهي الأعراض ؟

جميع المواليد عرضه للإصابة على حدّ سواء , إلا أن الفتيات قد تكون نسبة حدوثه فيهن أكثر من الأولاد ( 8:1 ) . وتوجد العديد من الأعراض والعلامات التي قد تكون مؤشر لوجوده , مثل :

إلتفات الساق بإتجاه الخارج .
ضعف ومحدودية في المدى الحركي للمفصل .
وضوح إختلاف وقصر في طول الساق المصابه عن الأخرى .
ظهور صوت طقطقة أثناء تحريك المفصل .
تأخر المهارة الحركية للطفل , مما يؤثر على التطور الحركي ( الجلوس , الحبو , المشي ) .

كيفية التشخيص ؟

هناك العديد من طرق التشخيص منها الفحص السريري ومنها الإشعاعي , وتكمن الصعوبة الكبرى أثناء الأشهر الأولى للطفل لصعوبة ملاحظته , ويسهل الكشف عند كِبَره لملاحظته أثناء المشي وغيره .

1 – الموجات فوق الصوتية والأشعة السينية :

تتميز الموجات الفوق صوتية بدقتها على تحديد ما إذا كان المفصل ثابت في مكانه أم لا , وغالباً تستخدم للمواليد في الأشهر الأولى . أما الأشعة السينية فلا يمكن الإستفادة منها إلا في حال بلوغ الطفل ( 5 – 6 ) أشهر .

2 – الفحص السريري :

تعتبر الفحوصات السريرية مهمة جداً والأفضل لإبعاد الطفل عن الأضرار الإشعاعية , لكن عيوبها تكمن في صعوبة التيقن أو تحديد ما إذا كان هناك خلع في الورك أم لا لعدم وضوحها . وهناك طريقتين للفحص السريري :

أ – اختبار أورتولاني :

تعود تسمية الاختبار إلى طبيب الأطفال الإيطالي : مارينو أورتولاني , ويتم في هذا تثبيت مفصلي الطفل وركبتيه بواقع الـ ( 90 ) درجة تقريبا ويقوم المختص بوضع رأس إصبعيه على مكان رأس المفصل , يكون بعدها ثني المفصلين وإبعادهما إلى الخارج , في حال أن المختص شعر بخروج رأس المفصل من مكانه تكون هناك علامه أو شعور بـ ” طقطقة ” , وبهذا يتم التأكد من وجود الخلع .

ب – إختبار بارلو :

تعود تسمية الإختبار إلى طبيب الأطفال الإنجليزي : تي جي بارلو , يتم في هذا سحب المفصلين من الخارج إلى الداخل والضغط على الركبتين ودفعها إلى الأسفل , في حال خروج الورك تكون بذلك العلامة على وجود الخلع.

الأساليب العلاجية لخلع الورك الولادي ودور العلاج الطبيعي :

أ – سرج بافليك :

في حال أن الطفل أقل من عمر الـ 6 أشهر يتم علاجه بجبيرة بافليك وتقوم الجبيرة بتثبيت المفصل في مكانه الصحيح والضغط عليه وجعل الطفل على وضعية – الضفدع . توضع على الطفل لمدة شهر ونصف إلى 3 أشهر , إعتماداً على مدى قوة الخلع .

ب – السحب :

تكمن فائدة العلاج بآلة السحب بمحاولة تمدد الأربطة المحيطة بالمفصل قبل التدخل الجراحي , وتصل مدة العلاج إلى 10 أيام .

جـ – التدخل الجراحي :

يكون دور التدخل الجراحي بوضع الطفل تحديد التخدير , ثم إعادة المفصل إلى مكانه وتثبيته ب ” جبيرة السنبلة ” , وتقوم هذه الجبيرة بنفس دور ” سرج بافليك ” إلا أنها تجعل من حركة المفصل أقل .

العلاج الطبيعي :

يلعب العلاج الطبيعي دوراً كبيراً في تحسن حالات الخلع الولادي قبل أو أثناء أو بعد الأساليب العلاجية , ومن هذه الأدوار :

تقليل إلتهابات المفصل الناتجة من الجبائر أو السرج أو ما بعد العملية الجراحية بوضع الكمادات الباردة على مكان المفصل .
البدء بتعليم الطفل طريقة المشي الصحيحة ومحاولة تطويره وعدم تأخره في العمر التطوري الحركي .
وضع الطفل في حوض سباحه , ومحاولة تحريك الساقين وجعل الماء مقاوم للحركة لتقوية العضلات .
وضع الطفل في كرة مطاطية مع إتساع الورك , ثم يتم تحريك الكرة في كل الإتجاهات , وتقوم الكرة بعمل المقاومة للعضلات فتزيد من قوتها وزيادة المرونة الحركية للمفصل .
تدريب الطفل على أرضية غير متوازنة لزيادة الإدراك العقلي والحسي لدى الطفل مع تقوية الأربطة المحيطة بالمفصل .